بقلم/ سالي جابر
ليتك تعلم أن الذي بيني وبينك لا يمكن وصفه بكلمة( حب) ؛ تلك الكلمة حرفين، مجرد حرفين لا أكثر، ربما كان حرف الحاء هو الحنين إلى الكلام الذي قلته لي آنفًا، ربما كان حياتي التي تغيرت بوجودك، أو حنان قلبك الذي استشعرت بريقه ودفئه متى لاقيتك؛ أما حرف الباء فهو بلورة الزمن التي تعيد زهرة قلبي إلى شبابها وتمنحنى تيجان الحياة، هو بؤرة الأمل التي تتواجد في معيتك، وربما بوابة الأمان التي أتخطى حدودها عندما أكون معك.
أتعلم يا رفيق روحي أنني آنست قلبك في وحدتي وظلامي!
قال الفلاسفة أن الحب هو الجمال، هو الحرب، هو الهلاك، وقد ذكرته أنت بأن الحب( أرق) واستطردت بأن القلب عندما تزداد نبضاته لا يمكنه النوم، وكأن ضوء الغرفة متقد كشموعٍ منتشرة في أنحائها، تحليها بالضوء، وتنسى عتمة الخوف؛ ولا يمكنك النوم.
الحب شعاع أمل وجدته عندما وجدتك، فقد كنت أخشى أن يدق قلبي لأحد، لكنك وحدك من اقتحم باب قلبي دون استئذان، واحتله وأرغمني على التحدث بلغته، واستعمر شوارعه، وسكن حواريه، وكان له طاقة نور كشمس النهار، وضَّاحة لا تنتهى حتى مع قدوم الليل، الليل كان لي الوحدة والعبوس، والآن هو أنت، يا من تعرفني كنفسي ونفسك، تناجيني تباريح حبك، فأصول وأجول وأنا أناجي قلبك.
يا رفيق دربي ونور عتمتي؛ بعد معرفتك علمت أن قلبك يحمل لي فلسفة الحب والجمال، تتلاشى أشواقي وأحرف كلماتي، وتختفي أدمعي وتنتشي المآقي، وتبقى أنت ببريق لا يماثله ضوء، ولا يساويه نور، هو جمع بين النور والنار، وأصبح حبك كالهشيم المنتشر في النار، يحرق كياني بوجودك في غيرتي عليك التي أفقدتني صوابي؛ نعم أثق، لكن الحب غيرة وأشواقها تعترف بذلك، بغيابك أخشاك، الغياب يأكل قلبي، ويعبث بفكري، ويتحدى حنيني إليك، أكافح من أجل ألا يبقى قلبي بوضع يديك، وأكافح ألا يحمل قلبي إليك أشواقه وأشجانه، فأنت أنا، وقلبي يحنو ويقسو ويطيب ويحسب رجائه بينه وبيني فقط، ويتحول أمامك إلى صغير الطير، الوليد، الضعيف، الخائف، الجائع إلى حنانك، فاحتضن رجاءه وخوفه، وامتلك روحه، واحتمل غيرته، واصطبر على حنين قسوته، فأنت الفارس المغوار، قسورة في بيداء قلبي الضعيف.