كتب_فرج العادلي
حينما تريد أن تعاقب ولدك فيستغيث بالله أن تتركه، فعليك أن توقف العقاب فورًا، ليعلم أنك تِقَدِّر اللهَ تعالى، بل تُجله وتقدسه، فيصنع ابنك مثلَ صنيعك، فلا يتخطى أمر الله تعالى أو نهيه.
ويعلم أيضًا أن الله تعالى حصنٌ منيعٌ يحتمي به، ويلجأ إليه عند الشدائد والمصائب، فيجد عنده متكأً ومخرجًا، لهمه وغمه، ولا يبحث عن غيره كالوسائل المدمرة المعروفة.
وقد يقول قائل لكنه أخطأ، وأريد تربيتَه.
وأنا أقول لك: إن كنت تريد تربيتَه فهذا من أعظم الدروس في التربية.
لكن أحيانا _وللأسف الشديد_ نريدُ تفريغ غضبنا وليس تربية أبنائنا، وهذا خطأ كبير، بل جريمة عظيمة في حق أنفسنا.
إذن كيف أعاقبه وكلما أردت عقابه استغاث بالله تعالى؟؟
عليك أن تجلس معه، وتخبره أنك أخطأت، وتعلِّمه أن هذا الخطأ أُمِرنا أن نُعَاقِبَ عليه خاصة إذا كررناه مرة أخرى.
وقد يقول قائل: أنا لسه هفضل افهّم، واشرح وقت الغضب !
هذا كما قلت لك الفرق بين التربية، وإفراغ طاقة الغضب، ولا يجوز لك شرعًا أن تفرغ غضبك في جسد ضعيف، وقلب صغير، وعقل لم يكتمل بعد، فالله سبحانه وتعالى لا يعاقبه على جُرم، بل لا يجري عليه القلم أصلًا وهو رب العالمين فكيف بنا!
لكن كل ما عليك هو التربية، والتعليم والتقويم، حتى يشتد عوده فينشأ مستقيمًا صالحًا بقية حياته، فمن شب على شيء شاب عليه.
فتأنَ معهم، واصبر عليهم، وكن رحيمًا بهم؛ لأنهم أمانة بين يديك وستُحاسب عليها بين يدي الله تعالى.
﴿ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.﴾