كتب_فرج العادلي
بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على خير خلق الله تعالى أقول: قطعًا وبدون شك ما فعلته معلمة المنصور محرم شرعًا؛ لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ﴾
والرقص أعظم بكثير من مجرد الضرب بالقدم، لإظهار الزينة المخفية تحت الثياب، ويجب عليها يقينًا أن تستغفر الله تعالى على ذلك وتندم ولا تعد لمثله أبدًا.
ثانيًا: موقف الحاضرين لهذا الفعل المحرم خاصة المصور.
كان يجب عليهم أن يتبعوا شريعة ربهم سبحانه وتعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في هذه القضية. ونلخصها في ناقط.
_ أن يقوم المصور بكل هدوء، وابتسامة، وحكمة، فينصحها سرًا أن هذا الفعل أمام الرجال محرمٌ، ولا يليق بامرأة من عموم الناس فضلًا عن معلمة فاضلة تربي أجيالًا .. فإنْ استجابت المعلمة فبها ونعمة، ويكون المصور قد أنكر المنكر وأزاله، ونال رضى ربه سبحانه وتعالى.
وإن لم تستجب فقد أدى ما عليه، وينصرف؛ لأنه ليس جهة مختصة بمنعِ أحدٍ من شيء مخالف. ﴿ فما على الرسول إلا البلاغ﴾
_ كان على المصور أن يعلم أن من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.
حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول{يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين،« ولا تتبعوا عَورَاتهم فإنَّه من اتَّبع عَوراتهم يتَّبع الله عَوْرته، ومن يتَّبع الله عَوْرته يفضحه في بيته»}
تخيل سيتتبع الله عورة المصور حتى يفصحه_ إن لم يتب_ فإن الله تعالى لن يتركه على فعله هذا فليحذر.
بل إن الأمر أعظم من ذلك وأبعد، فإن رجلًا وقع في الزنا _عياذا بالله تعالى_ وهي جريمة كبيرة فيها حد من حدود الله تعالى _ فجعله صاحبه يعترف للنبي صلى الله عليه وسلم بالزنا فقال الرسول الكريم لصاحبه { لو سَتَرْته بردائك، لكان خيرًا لك}
(فضلا اقرأ العبارة السابقة مرارا)
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يستر الزاني بردائه حتى يفرغ، لئلا يفتضح أمرهما، وتفتضح الأسرة، ويعم الفساد في الناس.
3_ من قواعد الفقه في الشريعة الإسلامية أن الضرر يزال لكن لا يُزال بمثله، ولا بضرر أكبر منه.
وهذا المصور نهى عن المنكر بمنكر أشد وأعظم، فهدم بيتًا مسلمًا، وفرق بين زوجين _وهو ما يحبه الشيطان طبعًا _ وشرد أطفالًا لا ذنب لهم، وسوأ سمعة عائلة كاملة، كل ذلك من أجل صغيرة وقعت فيها هذه المرأة.
_ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى منكرًا يحذر الناس منه بدون أن يذكر من فعلوا الفعل. فيقول( ما بال أقوم يفعلون كذا وكذا)
_ كان على المصور أن يذهب بالفديو إلى الجهات المختصة في حالة عدم استجابة المعلمة للنصح، وإصرارها على ذلك، لا أن ينشر ذلك على رؤوس الأشهاد.
_ إن الشريعة الإسلامية تفرق بين من يقع في وزر وبين من يصر عليه، ويكون ديدنه، وأسلوب حياته، فأمرت بستر الأول وفضح الثاني؛ لأنه يكون مجرمًا مفسدًا في الأرض، وساعتها يجب ردعه من قبل الجهات المختصة.
_ الإنسان مخلوق إذن هو ناقص. فيعتريه الزلل، والضعف، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:{كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون}
أخيرا الشريعة تفرق بين ذوي الهيئات واصحاب المكانة المرموقة، وعموم الناس في المعاملة مع الأخطاء {فعن عائشة وعمرة رضي الله عنهما قالتا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَقِيلُوا ذَوي الهَيئَات عَثَراتِهم إلاَّ الحدود}
لأن ذوي الهيئات افتضاح أمرهم ربما يقتلهم كمدًا وغمًا، فنكون قتلناه لفعل لا يستحق الموت، ثم إنه سيُفتن به من يتبعونه، وما هي إلا زلة وقع فيها ربما عن غير تخطيط ولم يسبق له فعلها قبلها.
أخيرا المعلمة أخطأت، ووقعت في محرم، لكن عُولج هذا الخطأ بخطأ أشد وأعظم.
فيا أيها المصور ما هكذا تورد الإبل.
مكان النشر ما ترونه مناسبًا.