أحمد الزعبلاوي
يروي الدكتور مصطفى محمود وهو طالب بالطب،فقد كان يعشق التشريح لدرجة انه اشترى نصف جثة ووضعها بالفورمالين تحت سريره !!
“و الفورمالين مادة (حفظ) لها رائحة نفاذة قد تؤدي لتلف الرئتين ان تم استنشاقها لفترة طويلة”وهو كشاب صغير لم يكن مدرك لخطورة هذه المادة ، بل جذبه شغفه لدرجة أنه لم ينتبه لذلك الا بعد أكثر من3 سنوات عندما اكتشف أن رئتيه تم اتلافها تلفا كاملا !!
* تم عزله بغرفة صغيرة لعلاجه…لا يستطيع التحرك منها ولا الذهاب للجامعة لمدة 3 سنوات كاملة!!
في هذه الفترة تخرج أصحابه من كلية الطب وهو لا يزال مريضاً في غرفته لا يستطيع التحرك وكان يظن أنه يمر بأسوأ سنوات عمره وأنه منحوس..!!
لم يكن يستطيع ان يفعل أي شيء في هذه العزلة التامة إلا (القراءة).. حيث ختم في هذه السنوات كل كتب الادب والفلسفة والتاريخ العالمي .
ثم بعد انتهاء محنته(كما كان يظنها) عاد لاكمال دراسته بكلية الطب..وعندها اكتشف أن هذه السنوات الثلاث هي من صنعت مصطفى محمود “الكاتب الشهير ومؤلف كتب كثيرة وباحث في علوم الأديآن”
ولولا المرض الطويل..لكان مثل آلاف الأطباء الذين سبقوه…وقد ذكر “جملة حكيمة” في ذلك :
[ان الله هو الذي يعرف كيف يربي كل شخص ليظهر افضل ماعنده .. وان البذرة تحتاج أن تُدفن حتى تنمو .. وأن كل شيء أتى لحكمة ستعرفها لاحقاً]
كلامه هو اختصاراً للتنمية والوعي:
1- لا تقلق.. فمدبر أمرك هو خالقك الرؤوف
2-كل شيء يسير لصالحك مهما بدا سلبياً..الله يحبنا ويخرج أفضل ماعندنا بحكمة بالغة
3-قد يكون لك أكثر من شغف ورسالة في حياتك.فقط استمتع وتوكل على الله وسبحانه سيرتب لك الاحداث
4- خذ بالأسباب المتاحة لك الآن مهما كانت بسيطة.
5- اقرأ في مجالات عديدة ووسع اختياراتك
6-قد نحتاح أحياناً للعزلة للتفكر و التأمل
7-نحن شي عظيم خلقه الله.. لسنا هذا الجسد الفيزيائي بل أعظم بكثير من مجرد وظائف وأعضاء!!
هذا لا يعني انك يجب ان تمر بمحنة كبيرة لتتعلم ولكن ان حدث لك أي موقف تراه سلبياً…
فثق تماماً أنه ربما يكون لصالحك.
احسن ظنك بربك…فهذا من أرقى العبادات