كتبت/ سالي جابر
الرواية لكاتبها محمد طارق، عدد صفحاتها 243 صفحة، مؤلفة من خمسة أجزاء.
اللغة: سهلة، واضحة، وبسيطة لا تحتاج لجهد وعناء لفهمها.
السرد: يتمثل في العودة إلى الماضي واستخدام ( الفلاش باك) لتذكر أحداث وتفاصيل عديدة.
الشخصيات: داوود الحسيني، آسيا، سارة خطاب، جيسي، ياسمين كريم مدكور، ليلى العدوي، يونس، كريم رمزي، خالد زيدان، عمار
داوود الحسيني؛ بطل الرواية أحب الزواج من آسيا لكن والدها رفض وزوجها من شخص مرموق يدعى عمار، أما داوود اتجه للتمثيل، وأصبح ذلك الفنان الممثل الموهوب المبدع.
يونس: صديق داوود الحسيني ومدير أعماله.
مدكور: طبيب نفسي مرموق صاحب مستشفى زايد للأمراض النفسية والعقلية.
جيسي، الممرضة جيسي تعمل في مستشفى الدكتور مدكور، تقول جيسي” أنا أعرف كثيرًا عن الفقر، لقد تأذيت منه يا داوود، أنا ابنة الفقر، ابنة البيوت المتهالكة، الشوارع الممتلئة بقـطاع الطرق، الصيد الثمين للمتحرش في أتوبيسات النقل العام، أنا ابنة انتظار طويل في طابور لقمة العيش، وأنا الطفلة التي ارتدت فستانًا واحدًا طوال العام، أنا الفتاة التي لم تدفع مصاريفها المدرسية ولجأت للالتماس والتسول من أجل ميولها، أنا الأضواء الخافتة المسروقة من عواميد الإنارة العامة…أنا الفقر، حتى هذا الجسد هو الضريبة التي دفعتها من أجل ما أملكه الآن”
سارة: مريضة بالمستشفى تقول:” أنا هنا ضريبة الحلم،. كنت طفلة مصابة بالحلم؛ لكن هذا الواقع البائس الناس يجيدون فيه قص أجنحة الفتيات خوفًا من التحليق في السماء وفقدان السيطرة عليهن”
عاشت سارة ضحية أفكار دينية مغلوطة لوالدها، وإساءة معاملته لها، دون دفاع أمها أو أخواتها الذكور عنها، فطردها والدها من البيت، وعاشت مع عمها إلا أن أصبحت صاحبة شركة للتصوير والدعاية ثم تزوجت وانتقل بها الحال
خالد زيدان: مريض بالمستشفى، وهو رسام تجد في كل لوحاته شيء مميز وهو الغموض، ودُمية جميلة تظهر في كل لوحة، ودائمًا يكتب على لوحاته ( هنا حيث…) الميلاد، الظلام، هو شخص حاد، قاسي، وعنيف، تختلف تلك الصفات مع شخصية فنان لكن مع تغير الحال، تغيرت سخصيته؛ عانى خالد من الكثير من الصفعات والخيبات التي بدأت بمعاملة والده له، فبعد أن كان قدوته تحول إلى شخص فج، قاسي، عنيف، فقد اكتشف خالد خيانة والده لوالدته، وهنا بدأ التهديد من الأب، إلى أن وصل إلى الثانوية، توعده والده بالقتل إن لم يدخل كلية الهندسة، فهرب من المنزل، ثم فوجيء بموت والدته إثر مرض السرطان، وبقي وحيدًا تهزمه الأيام، وتعرف على أحد أقارب والده، الذي شجعه على النجاح، وأحب أباه التي تُدعى ( جميلة) ورفض والدها ارتباطهما، وأخذ أباه وغادر البلاد، وكانت تلك الصفعة الثالثة لخالد، وعلى إثرها قرر النجاح لكنه لن ينسى محبوبته ودميتها.
كريم العدوي؛ رجل في الأربعينات معروف عنه أنه عربيد نساء، اتُهم في أكثر من جريمة شروع في قتل، لكن تم إثبات براءته في جميعها، ومُفضل عند النساء لثروته، ومُفضل عند رجال السياسة لحكمته،
كان ممن يروجون تجارة الكريستال الأسود،وهو مادة كيميائية مخدرة كان يستخدمها مدكور في مستشفاه.
تدور الأحداث بطريقة جميلة جدًا، ويربط هؤلاء الشخصيات ارتباط من قريب ومن بعيد، لكن العامل الأول والأهم في أحداث الرواية، التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي أدت إلى نشأة الأمراض النفسية، العامل الثاني هو حب المال والسلطة والنفوذ، فقد تجد من يلازمك كضلك، تراه يحبك ويبدع في ذلك، لكنه مريض بالمال والسلطة قد يبيعك في أقرب فرصة، وهذا ما فعله يونس صديق داوود، وما فعله والد سارة بابنته.
الحب هو السبيل الوحيد للتخلص من أزمات الحياة، لكن عندما يكون مع من يستحق، مع من يهتم بتفاصيلها ويمكنه تقبلنا في كآبتنا وسوداويتنا ورفضوا للحياة، الحب هو لذة الضعف والخوف، هو قمة القوة والاستسلام، هو كل المتناقضات وأشدها إيلامًا حينما يكون درسًا تتعلم منه طوال حياتك، لكنك لم تُشفى منه، احذر صديقك وحبيبك إلى أن تتأكد من مصداقيته وصدقه معك.
في نهاية الرواية ترى دماء ملطخة أرض مستشفى الدكتور مدكور، وتنتشر رجال الأمن في أرجاء المستشفى وذلك بعد معرفة قاتل( ليلى العدوى) بسبب تسجيلاتها الصوتية.
وأنت تقرأ أحداث الرواية تجد من يهربون من فقرهم، وتعاستهم باستعارة أسماء جديدة وملابس لا تناسب شخصياتهم.
من أجمل اقتباسات الرواية:
• الأبدية هراء اخترعه الحمقى من أجل الاستمتاع باللحظات التي تسبق الفراق.
• كل النهايات ليست نهايات مادام الذي رحل عنا لم يعوض غيابك بشخص آخر.
• لن يهزم اليأس أحدًا يوما، كل الذين تأذوا كان من فرط التشبث بخيط الدخان، ذاك الخيط الذي يثيرك لامتلاكه ثم يختفي فجأة بدلال ونرجسية تهزمك.
• كن أنت حتى أمام الشخص الذي أجبرك أن لا تكون أنت.
• حين شعرت بالوحدة لم أجد ضالتي إلا في الشارع؛ أحيانًا تكون شوارعنا أكثر طمأنينة من منازلنا.