لا النافية للجنس وشروط عملها

 

د _ بدران رياض

ألحقوا بإنَّ في العمل (لا) النافية للجنس؛ مثل: لا رجلَ حاضرٌ؛ أي: لا واحد ولا أكثر، وتعمل عمل إنَّ بثلاثة شروط: – أن تكون نافية للجنس.- أن يكون اسمها وخبرها نكرتين. -ألا يتقدم الخبر على الاسم.

فإن تخلَّف الشرط الأول، بأن لم تكن نافية للجنس، بل كانت نافية للوحدة، كانت عاملة عملَ ليس مثل: لا رجلٌ حاضرًا، أي لا رجلٌ واحد حاضرًا، ويمكن أن يكون الحاضرُ اثنين فأكثر، لذلك يصح أن يُقال: لا رجلٌ حاضرًا، بل رجلان أو رجال، ومثل هذا لا يصح في النافية للجنس.

وإن تخلَّف الشرطان الأخيران بأن كان أحد معموليها معرفةً، أو تَقدَّمَ الخبر وجَب إهمالُها وتكرارُها؛ مثل: لا زيدٌ حاضرٌ ولا خالدٌ، ولا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ، وفي القرآن الكريم: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ [الصافات: 47].

– أحوال اسم (لا):

– يُبنى إذا كان مفردًا[1]؛ أي لا مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف، فهو مبني على ما يُنصَب به لو كان مُعْرَبًا؛ مثل: لا رجلَ حاضرٌ، فرجل مبني على الفتح؛ لأنه يُنصب بالفتحة، وكذلك مثل: لا رجال حاضرون، فرجال مبني على الفتح؛ لأنه جمع تكسير، وجمع التكسير يُنصب بالفتحة كالمفرد، ومثل: لا رجلين حاضران، ولا مسافِرين عائدون، الاسمان في الجملتين مبنيان على الياء؛ لأن المثنى وجمع المذكر السالم يُنصبان بالياء، ومثل: لا طالباتِ حاضراتٌ، الاسم مبني على الكسر؛ لأن جمع المؤنث السالم يُنصب بالكسرة، ويجوز فيه البناء على الفتح.

– يُعرب إذا كان مضافًا أو شبيهًا بالمضاف، فالمضاف مثل: لا صاحبَ إحسانٍ مذمومٌ، فصاحب اسم لا منصوب بالفتحة.

والشبيه بالمضاف هو ما اتصل به شيء من تمام معناه، وهذا الشيء إمَّا مرفوع باسم لا مثل: لا قبيحًا فعلُه محمودٌ، فقبيحًا اسم لا منصوب بالفتحة، وهو صفة مشبهة، والفاعل فعلُه.

وإمَّا منصوب باسم لا مثل: لا مُنجزًا عملَه مقصرٌ، منجزًا اسم لا منصوب بالفتحة وهو اسم فاعل، وعملَه مفعول به.

وإمَّـا مجرور متعلق باسم لا مثل: لا أفضلَ منك حاضرٌ، أفضل اسم لا منصوب بالفتحة؛ منك جار ومجرور متعلق بأفضل، حاضر خبرها.

المصدر كتاب: توضيح قطر الندى تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس

لا النافية للجنس وشروط عملها
Comments (0)
Add Comment