كتب _ أحمد عبد العزيز
كثيرا ما يقال: الدنيا دول
أي أن أيام الدنيا هي دول بين الناس لا يدوم مسارها ولا مضارها فيوم يحصل فيه السرور له والغم لعدوه ويوم آخر بالعكس من ذلك
ونري ان القران الكريم قد تحدث عنها
“ وتلك الأيام نداولها بين الناس “
أظهر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه على المشركين
” يوم بدر ”
وأظهر عليهم عدوَّهم يوم أحُد وقد يدال الكافر من المؤمن ويبتلى المؤمن بالكافر، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه، ويعلم الصادق من الكاذب
ونجد ان الحكمة من العبارة
وهو أن لذات الدنيا وآلامها غير باقية وأحوالها غير مستمرة وإنما تحصل السعادات المستمرة في دار الآخرة ولذلك فإنه تعالى يميت بعد الإحياء ويسقم بعد الصحة وأن المؤمن قد يقدم على بعض المعاصي، فيكون تشديد المحنة عليه في الدنيا أدبًا له
وكما أن الأيام دول فكذلك الدول أيام.والدهر دولاب يهبط العالي ويعلو الذي هبط، ويذل العزيز، ويعز الذي ذل وإن دار علينا الدهر حينا فتفرقنا وتباعدنا ولَفَّنا ليل مظلم أغمضنا فيه عيوننا وأغمدنا فيه سيوفنا فلم نبصر اللص يدخل علينا ولم ننهض إليه لنرده عنا وحَسِبْنا لطول الليل أن لا صباح له فقد طلع الآن الصباح وانقضى الليل وهب النائمون يمشون إلى الأمام
ونري شعر قيل في هذه العبارة وهو
دَوَامُ الحَالِ كَانَ مِنَ المُحَالِ
وَمَنْ يَبْقَى عَلَى الدُّنْيَا بِحَالِ
سُرُورٌ بَعْدَهُ يَأْتِيْ شَقَاءٌ
وَنَقْصٌ جَاءَ مِنْ بَعْدِ اكْتِمَالِ
وَكُلُّ حِكَايَةٍ وَلَهَا خِتَامٌ
وَهَلْ بَعْدَ الشُّرُوقِ سِوَى الزَّوَالِ
وَنَمْضِيْ مِثْلَمَا جِئْنَا كَأَنَّا
مِنَ الأَيَّامِ لَمْ نَخْطُرْ بِبَالِ
كَأَنَّا لَمْ نُقِمْ فِيهَا وَكَانَتْ
إِقَامَتُنَا خَيَالَاً فِيْ خَيَالِ
وَلَمْ نَزْرَعْ بِهَا الآفَاقَ شَدْوَاً
وَلَمْ نَقْطِفْ بِهَا أَحْلَى غِلَالِ
وَلَمْ نُنْشِدْ عَلَى الأَغْصَانِ شِعْرَاً
جَرَى فِيْ السَّمْعِ كَالسِّحْرِ الحَلَالِ
وَلَمْ نَرْسُمْ عَلَى شَفَةِ الَّليَالِيْ
الْلَذِيْ يَبْقَى عَلَى شَفَةِ الَّليَالي
وَلَمْ نَحْلُمْ بِأَحْلَامٍ عِرَاضٍ
وَلَمْ نَأْمُلْ بِآمَالٍ طِوَالِ
وَمَا كَانَ الذِيْ قَدْ كَانَ إِلَّا
ضَلَالَاً فِيْ ضِلَالٍ فِيْ ضَلَالِ