بقلم/ رشا فوزي
طريق أسفلتي طويل، جو مغبّر خانق، تعلّق بيد أمه متقافزا يرفل في براءة
الغفلة، واجمة كانت تقطع الرصيف بمحازاة النهر، سابحة بين زعابيب أفكارها، وحدها تتلظى بنيران الحريق الناشب في صدرها:
– أه اتجوزت وإن كان عاجبك!
– طلاق مش بطلق!
– مالكيش حقوق عندي!
– هاخد الولد منك!
– ووريني هتقدري تعملي إيه!
انتبه الصغير فجأة على توقف أمه عن السير تاركة يده الصغيرة تتأرجح وحدها في الهواء، رآها تلتصق بالسور الفاصل بين الطريق والنهر، تبعها، كانت تحملق في المياه الداكنة وهي تسير بوداعة بين ضفتيه، عندما وصلها صوته الرقيق جاذبا طرف ثوبها:
– ماما!
“تلتفت له بعينين تلتمعان بالدموع، تغترف من وجهه المتحير، ثم تعود لتنظر إلى النهر.”
تمت