كتبت/ سالي جابر
ازدادت في وقتنا الحالي المسؤوليات وتضاعفت الضغوط؛ مما أثقل كاهل الأشخاص ودفعهم إلى الوحدة والضجر، والإرهاق النفسي، وأصبح الكل يبحث عن السعادة و التوازن النفسي.
ونعيش الكثير من المتناقضات؛ تناقضات بين مكونات النفس البشرية( الهو، الأنا، الأنا الأعلى)، تناقض بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح، وتناقض بين ذات الطفل وذات الراشد بداخلنا، وتناقض بين العقل والقلب… فهل يعني كل هذه التناقضات أننا نعيش عدم التوازن النفسي؟!
نتناول في هذا المقال…
• معنى التوازن النفسي
• أسباب عدم التوازن النفسي
• أعراض عدم التوازن النفسي
• طرق الحفاظ على التوازن النفسي
التوازن النفسي: هو المستوى الثالث في الصحة النفسية بعد الرضا والسعادة، وهو حالة تتساوى فيها كفتان من التناقض الذي يعيشه الشخص، وبما إننا نعيش حالة دينامية سريعة التغير لا تبقى على وتيرة واحدة، فإن هناك احتمال حدوث اضطرابات مؤقتة سرعان ما تزول بالحذف أو الإضافة في كفتي الميزان حتى يحدث التوازن.
أسباب عدم التوازن:
• التغيرات الحياتية الكبيرة: ربما يحدث لكل فرد بعض التغيرات التي تطرأ على حياته تقلبها رأسًا على عقب؛ كفقدان عزيز، ترك الوظيفة…
• الصدمة: وهي استجابة لحادث مؤذي أدى إلى اختلال التوازن النفسي؛ اعتداء جسدي، أو فقدان عزيز على القلب.
• الحساسية المفرطة: الأشخاص الذين يفكرون في كل ما يُقال لهم، وتثيرهم نظرة الآخرين من حيث التقدير أو الرفض، كل شيء يؤثر فيهم؛ الكلمة، النظرة…. وذلك يعيق توازنهم.
• الأمراض النفسية: من أهم مسببات عدم التوازن النفسي، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه، والعديد من اضطرابات الشخصية التي تعوق التواصل الاجتماعي وممارسة الأنشطة اليومية بشكل سليم.
أعراض عدم التوازن النفسي:
• اضطرابات النوم: إذا كان الشخص يعاني من أرق أو نوم زائد دون وجود عوائق جسدية فإن ذلك ينتج عن عدم التوازن النفسي الذي يسبب له التفكير الزائد ويؤثر على نمط نومه.
• مشكلات في الذاكرة: هناك العديد من الأسباب التي تؤثر على الذاكرة مثل نقص الكالسيوم، وقلة النوم… لكن لو كانت تلك الأسباب المؤقتة غائبة فهي تدل على عدم التوازن الذي ودي إلى خلط في الأفكار مما أدى إلى نسيانها.
• صعوبة في التحكم في الغضب: الشخص الغير متزن نفسيًا يتأثر سريعًا ولا يمكنه التحكم في مشاعره.
• الابتعاد عن الأنشطة اليومية: يحدث له تغير كبير في سلوكه من كثرة الضغوطات حوله مما يعيق نشاطاته الاجتماعية.
• اضطراب في صورة الجسم: إما بتناول الأطعمة بكثرة فيؤدي إلى زيادة الوزن، أو الحزن الشديد الذي يؤدي إلى لعزوف عن الطعام، وكلاهما عرض من أعراض عدم الاتزان النفسي.
طرق الحفاظ على التوازن النفسي:
حتى نستطيع النجاح في حياتنا واستكمال المشوار الذي عزمنا على البدء فيه؛ لابد من الوقاية من الوقوع في براثن عدم الاتزان النفسي وذلك من خلال:
• الاستقرار الأسري والمهني: هناك علاقة طردية بين العيش في دفء العائلة والاستمتاع بحبهم ومشورتهم، وبين التوازن النفسي، وأيضًا الحفاظ على المهنة والاستقرار المادي يجعل هناك شعورًا بالرضا الداخلي والسعادة.
• الحفاظ على الأفكار الإيجابية:
الابتعاد عن الضغوط قدر الإمكان، والتعلم كيفية عمل موازنة بين المتناقضات التي نعيشها، وعمل العديد من التمارين الرياضية وتمارين التنفس، والابتعاد عن مدعي الإيجابية.
• الابتعاد عن أنماط الحياة السلبية:
مثل تناول المنبهات بصورة كبيرة، وعدم العناية بالصحة الجسدية، ومشاهدة الأجهزة الإلكترونية بكثرة دون وجود خطة يومية لإنجازها.
• المرونة والاستعداد الطواريء:
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه؛ فعندما يحدث عكس ما يخطط له الفرد يقف في منتصف الطريق ولا يقوم بخطة بديلة لاستكمال يومه، ولهذا فلابد من الاستعداد للطواريء، والاقتناع بأن الحياة لا تسير على نمط واحد، ولا ترضي كل الأطراف، ولا تُرضينا دائمًا.
طرق الوقاية هذه تقيما من الوقوع فريسة الأمراض النفسية؛ لكنها ليست كفيلة بعلاجها، عليك محاسبة ذاتك يوميًا، ومتابعة طريقة تفكيرك وإيجاد حلول للمشكلة، فإن عدم الاتزان النفسي يجعل الشخص أداة طوع الآخرين، فريسة سهلة لهم، مذبذب الفكر، لا يمكنه اتخاذ أي قرار وبالتالي لا ينجح في حياته، ويعاني الكثير من الاضطرابات النفسية.