بقلم السيد عيد
نتفق جميعاً أن السوشيال ميديا أصبحت من العوامل التى تشكل الوعى عند الكثيرين كأنك داخل لوحة قاتمة اللون فرض عليك لونها الأسود بما فيه من شائعات لتبدأ ظاهرة خطيرة مع كثرة لجوء الجمهور إلى مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار ويتناقلها الأشخاص لإضفاء مصداقية مفتعلة عليها.
ومن المفارقات اللافتة وأثناء دراستى دبلومة الصحافة تم عمل سيكشن عملي بخصوص “العنعنة” ومعناها نقل قصة عن شخص لشخص.. كان الدكتور يجلس أمامه 15 شخص ممن يتلقون الدبلومة وقص خبر لشخص أمامنا وأخرج 5 أشخاص بالخارج وقام الشخص بقص الخبر لمن يليه ، وهكذا حتى خامس شخص قالها بصوت عالي والدكتور بعده قال الخبر الأصلي بصوت عالي
القصة التى سردها الدكتور باتت مختلفة تماما في سردها عن قصة خامس شخص!. وهذا معناه إن الحقيقة تضعف تدريجيا كلما كانت القصة تنتقل من شخص لآخر لأن الذى ينقل شيئ ينقله كما فهمه وليس كما قيل .. وده ممكن يعمل تضارب في الألفاظ وبالتالي في المعنى المقصود.
وكان هدف ورشة العمل أن لا تأخذ كلام من شخص على لسان شخص آخر واذهب للمصدر مباشرة إن وجد وإن لم يوجد فاعتبر هذا الخبر شائعة لم تحدث أصلا ولا تقوم بنشره.
ثقافة العنعنة ترَوِّج لكلمات وأفكار تحت بند نقلاً عن كاتب أو شخص محدد.. رغم أنه لم يكتبها أو يرددها من الأصل.. فى سبيل تصدير الصورة المسمومة التى يخططون لها، مروجوا الشائعات.
فالشائعات من أخطر الأسلحة المدمرة على كيان الشعوب بالإضافة إلى خطرها على الأمن القومى سواء الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى لأى دولة وهنا يأتى دور الصحافة لنشر الحقائق والتأكد من صحتها والقيام بدورها تجاه الوطن بنشر الحقائق ومحاربة الشائعات.