كتب د _ عيد على
سبل النجاح متعددة ومتباينة وتختلف حسب مشارف واتجاهات كل شخص ولعلنا ندرك أن النجاح مرهون بالإيمان بالله والثقة بالنفس والطموح والقدرة على تحمل المسئولية والمثابرة والرؤية الواضحة ومهما كان الهدف صغيرا إلا أن الوصول إليه هو النجاح ذاته فكل نجاح مرهون بهدف محدد ولعلنا جميعا ندرك العقبات التي تواجهنا في رحلتنا للوصول لهذا النجاح ولكن أكثر العقبات هي ما بعد النجاح هنا تخرج من جحورها أنماط عدة من الحاقدين والحاسدين والمثبطين وهم كثر ومن منا لم يواجه بركان غلهم فمخادع نفسه من ظن أنه سيحقق هدفه ويصل لأول درجات النجاح دون أن ينال القسط المناسب من ألسنة هؤلاء فهل رأيت فاشل يحقد عليه أحد أو ينتقده أحد لكن أول مؤشر للنجاح هو ذلك الغل والحقد الذي ينفجر كالبركان بمجرد ظهورك وتفوقك عليه ولذلك نجد الناجح قد وصل إلى المرحلة الملكية ” Royal level !..
عندما تصل لهذه المرحلة،
لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء !..
لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقه !..
ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً !..
ستلقي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك…
نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر … ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى .. هذه سمة العظماء ومن ثم ستسير في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها !..
ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس !
سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك …
إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك !..
كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا،
وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب ٣٠٠أو ٣٠٠٠ فستعطيك نفس التوقيت ..
وإذا امتلكنا (محفظة نقود) سعرها ٣٠ أو ٣٠٠ فلن يختلف ما في داخلها..
وإذا عشنا في مسكن مساحته ٣٠٠ متر أو ٣٠٠٠ متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد..
وفي النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية؛ فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد..
لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء،
وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها..
سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم..
تسير أيامنا و لا تتوقف!
وأقول في نفسي: حقاً، السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات
سر وتقدم وانظر أمامك لا تلتفت برهة للمثبطين والحاقدين والحاسدين فكلامهم عليك هو مؤشر لنجاحك.
هكذا هي الحياة