بقلم/ شروق صالح
خطوة واحدة هي ما تفصلني عن هذا القرار الذي طالما خشيته، لكني لم أعد أرى سوى الظلام الذي توغل داخل حياتي وصبغها بلون الفحم.
هل أفعلها أم أنتظر قليلاً؟
لكن لما الانتظار؟ ما الذي سيتبدل إن فعلت ذلك؟
أعتقد أنني سأضيف أيام تعيسة أكثر لحياتي.
ها قد مددت قدمي في الهواء وخطفت نظرة مودعة بها الحياة وقبل أن أتقدم بقدمي الأخرى، شعرت بيد انتشلتني بقوة لم أعهدها من قبل.
سحبتني ووضعتني داخل أحضانه.
لم ينطق بأية كلمة لكن احتوائه لي بين أحضانه نطق بالكثير.
شعرت بدفء لم أعهده سابقاً، وها هو يلمس شعري بأنامله الرقيقة.
دفعته صارخة فيه: ماذا تريد؟ من أنت؟
لم يجبني ببنت شفة بل سحبني بقوة مرة أخرى ليغمرني بين أحضانه ثم أردف قائلاً: خذي شهيقاً وزفيراً قويين، وأثناء ذلك أخرجي معهما جميع أوجاعك ثم اصرخي بصوت عالي.
لم أفهم ماذا يريد لكني فعلت ما طلبه مني.
فجأة وجدت جسدي أصبح بحال أفضل، لكن عيني فضحتني و تغرغرت بالدموع، فقال: إبكِي إن أردتِ.
تمسكت في ياقة قميصه وبدأت أجهش بالبكاء بحرقة فتزايدت ضربات قلبي، لا أعلم كيف استجبت له!!
مرت الأيام وأصبح رفيقي وصديقي الذي ينتشلني من أي ضياع.
وها هو قد أتى إلي مرتدياً زيه الأسود الأنيق حاملاً بين يديه باقة اختيرت بعناية من أجمل الزهور قائلاً: لقد أصبحتِ زوجتي.
أبتسمت له قائلة: أتعلم أنك أجمل قدر و أن حياتي بدونك لا معنى لها!!
عدني بأنك لن تبتعد عني، وستظل ملجأي الوحيد وسندي وأماني.
فاحتضنني كما فعل في أول لقاء بيننا قائلاً: إن تركتك سأفارق الحياة يا حب عمري.
ابتسمت له قائلة داخلي: ما أجمل أن يهديك الخالق هدية من السماء على هيئة بشر
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية