بقلم _بسنت أبوزيد
ظننتُ ككُل مرة، سألهو حتي تناديني أمي، لهوتُ أو كما كنتُ أظن انني ألهو، لهت بي الأيام ولم يتطرقني صوتُ أمي هذه المرة.
لا أدري كيف صِرنا وصاروا.. او كيف هم جعلونا نكون؟!
تشكلنا بواقع الأيام والأصلُ أصيل الجذر، أم نحن نتاج تعبٍ ومرار ليالٍ كانت أقصي طموحاتنا فيها لعبة نتمسك بها ونجعلها صديقة لنا، أو أن نسمع أجراس مدارسنا تُعلن إنتهاء اليوم الطويل.
كبُرنا وكبُرت الطموحات، صَعُبت الطرق وطالت المسافات، اضاعتنا الأيام كأحجية تُمزق امام عيني صاحبها، أجهل إن كنا وجدنا أنفسنا في تلك الطرق ام لهي بنا الوقتُ كما لهي بمن سبقوا.
هل ضاع صوتُ أمي بالزحام؟ أم كبُرت وصار صوتي نسخةً!
شاردون، واهنون، شاهدون علي مرور الأيام بأعيننا.
مر كثيرُ لم أغزل في خيوط الحب كما كنت، لم أصيح ككروان نشيط في بُكرة الصباح.
هل تأخرت شمسُ اليوم أم انا من وجه ظهره لها!
كُبِرنا، وكَبُرنا، وكَبَّرنا.. ومازلنا بأسرارنا، نصيح فلا نُزعج ونبكي بلا مأوي.
في منتصف طرق صرنا،
لا نجيد العبور ولا الوقوف،
كبرنا أم صغرنا؟!،
أم مازلنا نخاف الخوف!