بقلم _صفوت عبد الفتاح
قف يا رفيق على شفا العتبات
فأنا أطوف الحين فى الخلوات
وأنثال طيف طالما سجدت له
شهب السماء وبسمة النجمات
فرمى الفؤادبهزة عصفت به
والشوق يصمى القلب كالجمرات
يا خير من فصل الخلاف حديثه
وأنار عن وحى خطا الهفوات
وإلى الحقيقة فى هواه تحيرت
سبل اليراع وماج فى الخطرات
أدعو وأنى من دعائى واجل
من ذكر طه طيب النفحات
هو ذلك المولود فى مهد التقى
وسبيل كل مشتت الخطوات
لما خرجت الى الجزيرة حسبها
نور أضاء جحافل الظلمات
فكسا الفلاة من البشاشة سندسا
وسقى النفوس كرائم الكلمات
وأثار وجدان الصخور ففجرت
معنى الحياة بوابل العبرات
فحصى الجزيرة فى هواك مرنم
يسمو بفضل عن هوى الخفرات
يدعون طه وهو فى كنف الصبا
واذا الاجابة فى ندا الدعوات
حتى تنزلت الغيوث ونبهت
تلك الغيوث بوادر الايات
وهنا بدا نور الحقيقة واضحاً
فى موكب للنور والصلوات
وإذا بمنهاج النبوة شرعة
تذر الهوى وتقوم السقطات
فبها الحقيقة فى ثياب شجاعة
وبها الجهالة فى عميق ثبات
شع الضياء من الحبيب مبشرا
أن الوجود ملألأ الجنبات
وكساك رب العالمين مهابة
وأتاك من أدب وعلم أت
وتهدمت فى كسرى منه قلاعها
والحق أنذر جمعهم بشتات
ويح البحيرة من اطاح بهائها
يا ويلها من شدة السكرات
وانهارت النار التى قد طالما
شحذت نصال الشرك فى الضربات
فكأن ايات القيامة قد بدت
وحيا نهار مشرق القسمات
فبمولد المختار أحمد بشرا
أنجيل عيسى أسلم الرايات
ظهرت بأخلاق النبى رسالة
من قبل أن يلقى سنا السورات
لما صناديد الغواية اخفقوا
قعدوا اليك بكل غاو عات
فتحطم البغى العنيد وحطه
شرع الأمين لمهبط الحسرات
والدين نبراس الشعوب ونهجه
يسمو بنفس النفس عن زلات
لله درك اذ غدوت معلما
للدين والدنيا ليوم ممات
فتركت فى خلد الزمان صحيفة
بيضاء فى الأحقاد والأزمات
بالصفح والغفران نلت منازلا
لا ضاربا بالسيف فى الغزوات
إن الفضائل ان تعدد نسجها
فالحق أنك فوق كل صفات
فإذا العوالى الشم دونك رتبة
وإذا سماء البغى فى العثرات
وإذا الغنى مع الفقير غصونها
وإذا التواضع صار كالثمرات
وإذا مدارك الرحيبة تحتوى
غضب السفيه وصولة النعرات
وإذا بصدرك بالنقاء مزين
فيه من الشكران والحسنات
لسوى مناقبك الكريمة سيدى
لا يشعر القلم الخفى بذاتى