الغرور

 

بقلم _ نهال يونس

الغرور ما هو إلا آفة تنهش جسد صاحبها ،وصفة قاتلة تجعله مكروهاً مرفوضاً ، سوف يواجه عدة مشكلات في حياته لأنه لا يرى إلا نفسه رافضاً كل شيء ،متكبراً ،متفاخراً،فالغرور دليل على الغباء ،وصغر العقل،ومن دلائل الغباء التشبث بالرأي والعناد ،هناك شعرة بين الثقة بالنفس ،والغرور ،الثقة هي الحفاظ على الكرامة ،أما الغرور قادر علي أن يحول الملاك البرئ إلي شيطان ،وبالرغم من أن الغرور يضر بالآخرين إلا أنه يضر بصاحبه أولاً ، يجعل على عينه غشاوة لا يرى الحقائق من حوله ، يري ما يريد أن يراه ،يرفعه إلى سابع سماء ،ويسقطه فجأة حتى سابع أرض ،متأخراًبخطوات عن غيره .
الفرق بين الثقة بالنفس والغرور..
الثقة بالنفس تأتي نتيجة الحكمة في التعامل ،النجاح المتكرر ،القدرة علي تخطي المواقف والأحداث الصعبة ،أما الغرور يتأتي من التعالي ،والتكبر ،والعظمة الزائدة علي شيء يراه الشخص فقط ،هنا تتحول الثقة إلي الغرور حين يتخيل أنه قادر على فعل كل شيء ،هنا تصبح الثقة خطراً على صاحبها .
هناك علامات نستطيع من خلالها أن ندرك وجود داء الغرور في شخص ما
التشبث بالرأي حتي ،وإن كان نفسه يعلم أنه خطأ ،رفض أي انتقادات ممن حوله ،وأنه محور الكون ،الإدعاء بمعرفة كل شيء ،الفشل في إنجاز بعض بعض الأشياء ،الشعور دوما بأنه أفضل من الآخرين ،كل هذه فقط تصورات في خياله المريض.
نهانا الله سبحانه وتعالى جل وعلا عن صفة الغرور “يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ،في أي صورة ركبك “يذكرنا الله أنه أنعم عليك بنعم كثيرة ،فالنفس المغرورة لديها من الكبرياء ما يجعلها تبدو ثابتة أمام الجميع إلا أنها من الداخل ترتجف ،أن تعطي نفسهافرصة التمتع بما أهداها الله من نعم وجعلها متميزة بين الناس هذا يصح ،أما الخطأ أن تتفاخر وتغتر بما لديها من جمال الخلقة ،المال،العلم ،لابد من التواضع دون ضعف ،والقوة دون غرور ،فالمغرور يخسر كثيرا قد يتسبب غروره في تدمير علاقاته مع أقرب الأشخاص إليه بسبب تعجرفه في التعامل.
لابد من التنحي عن صفة الغرور والتحلي بالتواضع ( من تواضع لله رفعه) لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال ذرة خردل من الإيمان ،ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة خردل من كبرياء،تفادي التعالي والغرور ،الإلتزام بالأخلاق الفضيلة ،ومعرفة قدرة النفس ،وحدودها،معرفة قيمة الدنيا ،وأننا لسنا إلا مؤدين لرسالة في الحياة ،فلا داعي للغرور قال تعالى “يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا”

الغرور
Comments (0)
Add Comment