كتب/ حمادة توفيق.
جاءَ في سفر الرؤيا (16): (لقد شهدَ هذا المكانُ عدةَ حروبٍ، وقد دُمِّرتْ المدينةُ وأُعِيدَ بناؤها في غضونِ عشرينَ عاماً، وتوجدُ هذه المدينة حالياً التي كانت إحدى أهمِّ مدنِ سليمانَ والملكِ آخاب على أنقاضِ المدينةِ القديمةِ، وتحملُ نفس الاسم (هرمجدون) والتي ـ كما يقولُ البعض ـ ستشهدُ يومَ حسابِ الربِّ لهذا العالم).
ويضيفُ الكاتبُ مال لنديسي في كتابه (كوكب الأرض العظيم الراحل): (هناكَ في تاريخِ الكتابِ المقدسِ معاركٌ داميةٌ لا تُعد، دارت رحاها بهذه المنطقة، ويقال: إن نابليونَ قد وقفَ بهضبةِ مجدو ناظراً إلى الوادي، متذكراً هذه النبوءةَ، وقال: جميعُ جيوشِ العالمِ باستطاعتها أن تتدربَ على المناوراتِ للمعركةِ التي ستقعُ هنا).
ويستندُ اليهودُ إلى النصِّ العبريِّ الواردِ في سفر الرؤيا (16) بأنّ المعركةَ المسماةَ معركةَ هرمجدون، ستقعُ في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين، وأن المسيحَ سوف ينزلُ من السماءِ ويقودُ جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، والنص كما يلي: (ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير ـ الفرات ـ فنشف ماؤه، لكي يُعدَّ طريقَ الملوكِ الذين من مشرق الشمس، ورأيتُ من فمِ التنينِ ومن فمِ الوحشِ ومن فمِ النبيِ الكذابِ ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع، فإنهم أرواح شياطين، صانعةً آياتٍ تخرجُ على ملوكِ العالمِ وكلِّ المسكونةِ، لتجمعهم لقتالِ ذلك اليومِ العظيمِ، يومِ الَّلهِ القادرِ على كلِّ شيء، ها أنا آتٍ كمخلص، طوبى لمن يسهرُ ويحفظُ ثيابه لئلا يمشي عرياناً، فجمعهم إلى الموضعِ الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون).
وصرح القس (بيلي جراهام) عام 1977م: (بأن يوم مجدو على المشارف، وأن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة مجدو، وان الجيل الحالي يكون آخر جيل في التاريخ، وأن هذه المعركة ستقع في الشرق الأوسط).
وبهذا المعنى قال رئيس القساوسة الانجليكانيين: (سيدمر الملك المسيح تماماً القوى المحتشدة بالملايين للدكتاتور الفوضوي الشيطاني).
وكان اليهود أكثر تشوقاً لهذا اليوم الموعود الذين يسمونه يوم الله، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نبأًً من القدسِ المحتلةِ أثناءَ حربِ الخليجِ عام 1991م للحاخام مناحيم سيزمون الزعيم الروحي لحركة حياد اليهودية يقول: (إن أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر).
وهذه الاعتقادات ظهرت عند السياسي اليهودي تيودور هرتزل حيث يقول: (إنه ظهر لي ـ في عالم الرؤيا ـ المسيّا ـ المسيح ـ الملك، على صورة شيخ حسن، وخاطبني قائلاً: اذهب وأعلم اليهود بأني سوف آتي عما قريب، لأجترحَ المعجزاتِ العظيمةَ وأسدي عظائمَ الأعمالِ لشعبي وللعالمِ كله).
كما قال النبي يوئيل عن هذا اليوم: (انفخوا في البوق في صهيون، اهتفوا في جبلي المقدس، ارتعدوا يا جميع سكان العالم، يومُ الربِّ مقبل، وهو قريب، يومُ ظلمةٍ وغروب، يومُ غيمٍ وضباب).
وكما جاء في الكتابِ المقدَّسِ، فمجدون تقعُ في مرج ابن عامر، بالقرب من مدينة جنين، وزاد في قيمتها الإستراتيجية أنها تقع على خط المواصلات بين القسمين الشمالي والجنوبي من فلسطين.
وهرمجدون كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر أو هار: بمعنى جبل، مجدون: اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و 20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلاً من شاطيء البحر المتوسط، وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون: بمعنى جبل مجدون.
وحسبَ ما جاءَ في قاموس يانج للكتابِ المقدسِ فإنّ هذه الكلمة لموقع معركة اليوم الأعظم للرب القادر، حسب النص: (في اليوم العظيم، يوم الرب القدير، فجمعهم في المكان الذي يدعى بالعبرية هرمجدون، وهذه الكلمة تعني جبال مجدون في الوادي الكبير بمدينة مجدون القديمة، حيث دارت معارك الأزمنة الغابرة، وهي تشير إلى معركة شرسة مدمرة ستدور رحاها في ذلك الوادي (وادي يزرعيل).
وتوضح خارطة فلسطين، أن سهل يزرعيل عبارة عن وادٍ مسطحٍ ممتدٍّ من جميعِ طرقِ حيفا على البحر المتوسط مروراً بمجدو في طريقه إلى يزرعيل، حيث ينحدرُ بعد ذلك إلى أسفل (بيت شان) التي تقع تحت مستوى سطح البحر في وادي الأردن، حيث يفصل هذا الوادي منطقة الجليل.