كتب د . محمد صلاح
وفق التوجيه الاستراتيجي الصادر من الرئيس الراحل أنور السادات إلى الفريق أول أحمد إسماعيل بإزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار وتكبير العدو أكبر خسائر ممكنة في الأفراد والأسلحة والمعدات وتم ذلك بنجاح كبير فاق كل التوقعات يوم ٦ أكتوبر ومع حلول الساعة الثامنة من صباح يوم الأحد ٧ من أكتوبر كانت القوات المصرية قد حققت نجاحا حاسما في معركة القناة فقد عبرت أصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة وهو رقم قياسي لم تحققه اية عملية عبور في تاريخ البشرية وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة حيث بلغت خسائرنا ٥ طائرات و 20 دبابة و 280 شهيدا.
بينما فقد العدو 30 طائرة و 300 دبابة و عدة آلاف من القتلى وعدد كبير من الأسرى وخسر معهم خط بارليف فقد تم سحق ثلاثة ألوية مدرعة مشاة كانت تدافع عن القناة واصبحت اسطورة خط بارليف التي يتغنى بها العدو الإسرائيلي ماضي سيتذكره في حسرة شديدة . واستمر القتال يوم 7 أكتوبر على طول الجبهة من الساحل الشمالى لسيناء شرق بورسعيد إلى الساحل الشرقي لخليج السويس فقامت القوات البحريه بقصف الحصن الاسرائيلي الموجود شرق بورفؤاد وهو الحصن الوحيد الذي لم يسقط في القطاع الشمالي من جبهة القناة وكانت قوات الجيش الثاني تعمل بثبات لتعميق رؤوس الكباري للفرق. وكان الجميع من الجانبين المصري والإسرائيلي يتابع باهتمام شديد ما يدور في قطاع القنطرة شرق و هي المدينة الرئيسية الثانية في سيناء بعد العريش وإذا كانت هذه المدينة لها أهميه سياسية إلا أن لها أيضا أهميه استراتيجيه لفتح الطريق الساحلي القنطره رمانه العريش أمام تقدم قواتنا في اتجاه رمانه ومن هنا كان إصرار قواتنا على تحريرها وكان إصرار القوات الإسرائيلية على التشبث بها لقد كانت الحصون التي بناها العدو في قطاع القنطره شرق من أقوى حصون خط برليف وصل عددها إلى سبعة حصون كما ان القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد وقدرات خاصة وذلك لأن القتال في المدن يختلف عن القتال في الصحراء ولذلك استمر القتال شديدا هذا اليوم واليوم الذي يليه وتمكنت قوات الفرقه 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي في نهايه اليوم 7 اكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا لتحريرها في اليوم التالي حيث تمكنت القوات المصرية يوم ٨ أكتوبر من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا .
ثم اقتحامها ودار القتال في شوارعها و داخل مبانيها باستخدام كافة أنواع الأسلحة بما فيها السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين بالكامل حتى إنهارت القوات المعادية واستولت الفرقه على كمية من الأسلحة والمعدات التي تركها العدو بينها عدد من الدبابات وتم اسر 30 فردا للعدو وهم كل من بقي في المدينة واذيع في التاسعة والنصف من مساء يوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذي كان له أثر طيب في رفع الروح المعنوية على جبهة القتال وكذلك بين أفراد الشعب . في نفس اليوم وبعد القضاء على القوات الإسرائيلية بمدينة القنطرة شرق حركت إسرائيل ثلاثة ألوية دبابات تتكون من ٣٠٠ دبابة كمحاولة لتنفيذ هجوم مضاد ضد القوات المصرية وفوجئت بوحدات من رجال الصاعقة المصرية التي أخرت تقدمها كثيرا وكبدتها الكثير من الخسائر وفشلت قوات العدو في مهمتها واضطرت على أثرها للانسحاب شرقا بعد أن تكبدت الخسائر في الأفراد والمعدات .