اقتصاديات الحزام والطريق

كتب _ مصطفى حسن
تداعيات الأحداث الأخيرة في أفغانستان تبعث القلق للصين وتهدد مستقبل مبادرة الحزام والطريق التابعة لبكين.
اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013 بقصد تحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات.
فهو مشروع عالمي يضم حتى اللحظة 140 دولة للبنى التحتية والتنمية الاقتصادية أطلقها الرئيس الصيني
في 2013، بهدف بناء شبكة اقتصادية وهياكل أساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا لتكون هذه هي مساعي الصين بتعزيز نفوذها العالمي ولرفع المنافسة مع نظيرتها الولايات المتحدة. وتعتبر أفغانستان دولة مهمة في مبادرة الصين حيث هي الطريق الأقصر ما بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وما بين الصين والشرق الأوسط.
هذا وتعتبر الموارد الطبيعية في أفغانستان ذو أهمية كبرى خاصة في الفترة الأخيرة حيث تمتلك الليثيوم والنحاس واللذان يستخدمان في البنى التحتية الخاصة بالسيارات الكهربائية.
كما وتضم أفغانستان الذهب وخام الحديد والأحجار الكريمة، مما أيضا يجعلها منطقة إستراتيجية لجميع الدول.
علاوة على ذلك، يبدو أن النفوذ الاقتصادي الصيني في أفغانستان في السنوات الأخيرة قد ارتفع بشكل ملحوظ، ففي عام 2016 وقعت بكين وكابول مذكرة تفاهم تعهدت من خلالها بكين لتمويل البلاد بـ100 مليون دولار على الأقل.
كما وتم إطلاق في سبتمبر 2016 قطار شحن مباشر من الصين إلى بلدة حيراتان الحدودية الأفغانية.
وأنشئ ممر جوي يربط بين كابول ومدينة أورومتشي الصينية.
وتشكل المبادرة وبحسب العديد من الخبراء تحديًا كبيرًا لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية وملف تغير المناخ، خاصة بحال تم تشكيل المشروع بشكل مستدام ومسئول.
إذ يبدو أن الاستقرار الأمني والاقتصادي في أفغانستان هو الحلقة الأبرز في المعركة بين أكبر اقتصاديين في العالم .
على الرغم من الاتفاق على المبررات السياسية حول سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان وإنهاء دور واشنطن في الصراع بسبب التكلفة المادية والبشرية المرتفعة، وفشل الولايات المتحدة في بناء الدولة الأفغانية، فإن أحد أهم المبررات التي قدمتها إدارة جو بايدن هو أن هذا الانسحاب من شأنه أن يسهم في المنافسة الجيوسياسية والإستراتيجية مع الصين، وهو ما يختلف عليه كثيرون في واشنطن، فما سبب التباينات في الرؤى؟ وهل يضر هذا الانسحاب الصين أم يساعدها، وخاصة أن أفغانستان هي الدولة الوحيدة التي تستضيف قوات أميركية وتشترك في حدود برية مع الصين، كما أن قاعدة “باغرام” الأميركية داخل أفغانستان هي الأقرب إلى الصين من أي قاعدة أميركية أخرى تحت قيادة

اقتصاديات الحزام والطريق
Comments (0)
Add Comment