بقلم د. أسعد محمد الجوادى
إن تحقيق العدالة الكاملة في الواقع ليس أمرا سهلا كما يبدو لنا في أول وهلة أو كما يتصوره عامة الناس ،إنما تحقيقها أمرا صعبا جدا لأنه مرهون بأمور أخري تتعلق بطبيعة الفرد وفطرته .
تعريف:
فإن جريمة الرشوة هي اتجار الموظف العام بأعمال وظيفته وذلك بأن يأخذ أو يطلب أو يقبل مقابلا نظير قيامه بعمل أو امتناعه عن عمل من أعمال وظيفته .
ولذلك تنص المادة 103من قانون العقوبات المصري علي أن كل موظف عمومي طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ وعد أو عطية لأداء عمل من أعمال من وظيفته يعد مرتشيا ويعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن ألف جنية ولا تزيد علي ما أعطي أو عد به . ولذلك يمكنه أن نستخلص للرشوة أركانا ثلاثة .
الأول: هو صفة الجاني المفترضة ،إذ يجب أن يكون موظفا عاما مختصا بالعمل أو الامتناع المطلوب منه أو يزعم الاختصاص له .
الثاني: الركن المادي يتمثل في طلب الموظف العام لنفسه أو لغيره أو قبوله أو أخذه وعدا أو عطية .
الثالث: الركن المعنوي ويتخذ صورة القصد الجنائي إذ لا تقع جريمة الرشوة إلا عمدا أي علم وإرادة.
علة تجريم الرشوة:
وعلة تجريم الرشوة تكمن في رغبة الشارع في شمول حمايته للوظيفة العامة ،وأن الشارع الجنائي لا يجرم فعل ويقرر له عقابا إلا بغرض إضفاء الحماية اللازمة علي مصلحة أو حق يراه جديدا بهذه الحماية ويكون في إتيان هذا الفعل مساسا بتلك المصلحة أو الحق أو تهديدا له.
الموظف العام وكل من بيده قدر من السلطة العامة هو رمز للجهة الإدارية التي يتبعها ونموذجا وممثلا لها في ذهنه ونظر جمهور المتعاملين معها.
والدليل على ذلك من القرآن وتفسيره .
قال الله تعالي “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون “.
ومعني ذلك ولا يأخذ بعضكم مال بعضكم لوجه غير مشروع ،كالسرقة والغصب والغش ،ولا تخاصموا بها إلي الحكام لتأخذوا طائفة من أموال الناس متلبسة بالمعصية ،وأنتم تعلمون أن الله حرم ذلك فالإقدام علي الذنب مع العلم بتحريمه أشد قبحا وأعظم عقوبة .
الإعفاء من العقاب:
يعفي من ذلك طبقا للمادة 107مقرر”يعاقب الراشي والوسيط بالعقوبة المقررة للمرتشي ومع ذلك يعفي الراشي أو الوسيط من العقوبة إذا أخبر السلطات بالجريمة أو اعترف بها”.
كيفية محاربة الرشوة:
عمل الدراسات الخاصة التي تساعد علي التعريف علي أسباب انتشار الرشوة في المجتمع لوضع الحلول المناسبة .
مقاطعة المرتشيين اجتماعيا ،وعدم التعامل معهم ،وإظهارهم أمام العامة ،والتعرف عليهم وإحراجهم .
رفع المستوي الاقتصادي للأفراد ،وتوفير سبل العيش الكريم لهم لحمايتهم من الالتفاف لتأمين احتياجاتهم .