قطارُ العمرِ

بقلم/ رضا شعبان الحمراوي.
‏لم يكن سهلًا أبدًا أن أراكَ غريبًا بعد كل هذا القُرب لكنني تأذيتُ؟ ‏ويمضي قطارُ العمرِ دون توقفٍ، ‏و يمرُّ على محطاتِ الحياةِ واحدةً تلو الأخرى!
‏البعضُ لا يحظى بشيءٍ من المحطةِ، ‏والبعضُ يلزمُ مقعدَه في القطارِ بصمتٍ متأملًا الحياةَ من نافذةِ الأملِ، ‏والبعضُ ينتظرُ بشوقٍ المحطةَ القادمةَ متفائلًا، ‏والبعضُ يحاولُ بجهدٍ أن يوقفَ القطارَ، وبعضهم يتمنون لك السعادةَ، أما البعضُ فيصنعها.
بعضُهم حتى وإن عادَ الحديثُ، فلن يعودَ الشعورُ ولن تعودَ الثقةُ ولن تعودَ أجملُ اللحظاتِ، ‏وبعضهم ستعرفهم في الشدائِد، وحين تقترفُ الأخطاءَ الصغيرةَ ستعرِفهُم، وحين يبردُ الوِدادُ ستعرفهم، حين تهونُ عليهم محبتك ستُدركُ حقيقتَهم، وحين تبتعدُ عنهم سيزولُ غشاءٌ هائلٌ عن عينِ خاطرِكَ لتُبصِرَهم أخيرًا بعينِ عقلِكَ، لتعي بأنك كنتَ غارقًا في بحرٍ عميقٍ مِن الزيفِ.

قطارُ العمرِ
Comments (0)
Add Comment