بقلم _ نهال يونس
الأخلاق ما هي إلا ثوابت راسخة في النفوس حثتنا عليها جميع الأديان السماوية ،فهي وسيلة للتعامل بين الأفراد ،لها أثر فعال في تغير الواقع الحالي المخزي الذي نعيشه الآن إلى عاداتنا القديمة الصالحة ،لذلك قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “.
التحلى بالأخلاق الفاضلة والبعد عن الآثام والذنوب يؤديان إلى تحقيق الكثير من الأهداف ،والآمال السامية منها إرضاء الضمير ،وسعادة النفس،والنجاح في الدنيا ،والآخره،فأصبحنا نعاني من انعدام الأخلاق في مجتمعاتنا متمثلة في كثير من الأفعال انعدام الضمير في العمل ،السرقة ،النفاق ،الكذب .
لابد أن نتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانونا أخر ،فقد يدخل الفرد ذو الأخلاق قلوب الناس ،وعقولهم رغما عنهم دون النطق كلمة واحدة فتكفيه صفاته ،وأخلاقه الحميدة من أقوال ،وأفعال تجبرهم على احترامه وتقديره والانصياع له في كثير من الأمور ،فالأخلاق عبارة عن ضوابط ليست كلمات تقال لكنها أفعال صادقة. ما أحوجنا إلى الأخلاق ،ذو الخلق الحسن سيرته تسبقه أينما وجد تبقي عطرة له بصمة راسخة في النفوس ،لا نستطيع أن نعيش متفاهمين متحابين مالم تربطنا علاقة احترام فالارتقاء قائم على الأخلاق فلابد من التمسك بها لنحيا حياة تتسم بالسلام النفسي.
نعاني من انعدام للأخلاق في أمورنا الحياتية يوميا فكل من يقرأ هذا المقال يدرك ما يتعرض له من انعدام للضمير والأخلاق ،فنجد أن هناك صلة قوية بين الأخلاق ،والإيمان نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة اذ أن العبادة روح أخلاقية في جوهرها ،فالأخلاق ليست نوعا من الرفاهية يمكننا الاستغناء عنها ، وليست ثوبا نرتديه يمكننا نزعه متي نشاء،بل ثوابت شأنها شأن قانون الطبيعة.
وفي النهاية تحليك بالأخلاق سيجعلك على النهج الصحيح نهج رسولنا وقرآننا ،على كل فرد منا أن يعمل على غرس قيم الأخلاق في نفوس أطفالنا حتى نحاول تصحيح الوضع الحالي ،فالأخلاق السيئة تضر الشخص نفسه قبل أن تضر المجتمع ،عامل الأخرين بأخلاقك لا بأخلاقهم ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أثقل شيء في ميزان المسلم يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذئ “