بقلم: چيهان جهاد.
أبحثُ عنكَ كأُمٍّ تبحثُ عن ابنها التائِه في ذُعر وأمل ويقين، ولكن كيف لي أن أجِدكَ أنا التى لم تحفَظ ملامحُكَ بَعد، لم أرَ ندوب روحك ولا آثار شغَبك، لا أعرِف عنكَ سِوى اسمًا أكتشفتَه مُصادفةً ونبرة صوتٍ حادثتني فضولًا أو انبهارًا، لستُ مُتيقنة ولكننى أعْلمُ أنها حادثتني وحدي..
هل أذهبُ إلى «جوجل» أُخبره عن رجلٍ يرتدي النقيضين: الأبيض والأسود وكأنهُ إبليسٌ قبل أن يأبى ويستكبِر؟
أم أذهبُ إلى «شازام» أهمِس له نبرةَ صوتكَ القلقة وهي تقول لي حروفا أعدتَ ترتيبها بعقلك مِئات المرات قبل أن تتجرأ وتُحادثني؟
أم أذهبُ إلى «خارطة العالم» وأضُمها؛ عساها تستطيعُ التعرف على رائحتُك العالقة بي، تعالَ و قُل لي: لمن أذهبُ لكي أجِدك؟
كلما اقتربتَ من حدودي، وجدت قلبي يدق عاليًا وسريعًا؛ كأن دقّاته قرع الطبول في حفلة «روك آند رول»، أشعرُ أنه يرقص رقصةً هوجاء: كساحر قبيلةٍ في طقسٍ من طقوس الوحدانية، أشعرُ أنه سيقفزُ من بين ضلوعي وأخِرُّ بعدها صريعة..
وفي كل هذا أظلُّ أفكر: هل العشق منبعه العقل أم القلب؟
فإذا كان من القلب، فلماذا أفكر كثيرًا بعقلي وأخشى الإقتراب منكَ، رغم حاجتي القاتلة لذلك؟!
وإذا كان من العقل، فأي عبثٍ يحدث بقلبي حين أراكَ؟
وأظلُ في تلك الحيرة حتى تغرُب أمامي كغروب الشمس عند الشفق، فتدور معركةٌ بين عقلي وقلبي أحدهما يدفعني دفعًا:
أن أخبرك بحُبي والآخر يجذبني جذبًا، خوفًا، ورهبةً من جوابك.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية