قشة غريق

بقلم/ محمد جابر

‏تُثقلني الذكريات ولا أسعى لأن أتخفف منها.. كنت أظنني أُمجدها، لكن اتضح أن ذلك خوفاً من أن يزداد خوائي وأن أُصبح فارغاً بلا شيء بكل ما يحمله العدم من معانٍ بين حروفه الثلاث..

أتشبث بكل ما يُوحي لي بأني لم أمر مرور الكرام، أحفر وأُفتش عن كل أثرٍ لي.. أُعطل كل حواسي عدا السمع؛ لأُصغي لكل الأصوات التي تأتيني من الماضي وتقول لي أنني كنت هنا..

‏يضحك الحاضر في وجهي؛ لعبوري إياه خالي الوفاض.. يضحك بكل ما استطاع من سخرية. ولا يسعني سوى النظر في عينيه بكل ما استطعت من صمود.. أُخبره بكل ما أوتيت من كذب أنه لا يعني لي سوى محطة عبور.. أبرع في الكذب؛ آملاً أن أُصدّقني حتى ولو لم يفعل هو..

إطالة ‏النظر في عينيه تجرفني نحو الجنون.. أُبعد عيناي عنه، وأذهب حاملاً ذكرياتي لأحتسي فنجان قهوتي في مقهى يظنه الجميع فارغًا، لكنه يغُص بالغائبين.

قشة -غريق
Comments (0)
Add Comment