بقلم رشا فوزي
أتأمله مشفقة، يجلس بجواري متهالكا، متبلدا أمام شاشة التلفاز، يتضاءل من كثرة ما يناله من خطوب الزمن. اتذكره في بداية زواجنا، عند أول شجار بيننا، شمخ أمامي منتفخ الأوداج، معترضا طريقي يزأر :
– أنا الرجل، ويا جبل ما يهزك ريح!
أنهض إلى المطبخ بخفة، رغما عن جسدي المتضخم الرجراج، أكتم ضحكة ساخرة كادت أن تفلت مني، وقد ذابت الشفقة وحلت محلها زهوة النصر؛ الجبل المسكين لم يدرك عند اقتراننا أني لست برياح وإنما مياه.