كتبت /سمر فاروق
في أزقة الأحزان هناك بصيصٌ من الأمل، شعاعٌ يضوي لكي يعطي زخةً من زخات الأمل وسط ظلامٍ دامس.
في دار من دور الأيتام وُجِد أطفالٌ في عُمر الزهور، يلقون بأنفسهم في أحضان أي زائرٍ لمسوا في عينهِ ابتسامةً مُفعمةً بالحب، رأيت هذا وكاد قلبي ينفطر حُزنًا، وألمًا.
هل سنُسأل جميعًا؟، قلبي يرتجف من البكاء، ماذا أفعل؟ إنهم يحتاجون لمساتٍ حانية، وحضنًا دافئ، ومرشدًا يحنو ويشفق، ويمسح علي رأس اليتيم. ألسنا نحتاج الحضن الدافيء الخالي من الريب؟
فلِما لا نقتربُ من هذه القلوب الأشد نقاءً واحتياجًا؟.
خرجتُ ورأسي تدور بما فيها من فكر ومن بحث عن حل، ثم دخلت دار أيتام لذوي الاحتياجات الخاصة.
يا الله!، إنه أصعب من الذي قبله، ذوي احتياجاتٍ خاصة لا يقدرون أن يعبِّروا عن احتياجاتهم، منهم من كان يتيمًا بالفعل، فجُمٍعت عليه الحاجة واليُتم.
وفي وسط ألمي، جائتني طفلةٌ كفيفةٌ من وسط الجموع، وطلبت احتضاني بشدة، تركت الجميع وظلت في حضني وأنا أربت على كتفيها، وكأنها جبرًا قد جبرني الله به في جمعٍ قد ظن بي ظنونًا، وكأني قد تُوِّجتُ بتاج مَن لا يعرف الخداع.
وكلي أملٌ وفرحةٌ أنها اختصتني بحضنها، وتسألت،
مَن للمُلقَون في الشوارع؟، مَن لهم؟؛ فحمدت ربي.
وبقي السؤال، والألم ظل مدويًا في أعماق قلبي.