قسوةٌ

بقلم – نهال يونس 
قسوةُ القلبِ تأتي من حبِّ الدنيا والابتعادِ عن ذكرِ اللهِ، فهناكَ مواقفٌ قاسيةٌ تُفقدُنا البصيرةَ، ولكن هناك مواقفٌ أشدُّ قسوةً تعيدُها إلينا.
فالقسوةُ تُحَطِّمُ كلَّ شيءٍ، فبعضُ القسوةِ ضعفٌ، ففي هذه الحياةِ يمكنُنا أن نتعلمَ بأنفسِنا كلَّ شيءٍ إلا القسوةَ، سيقومُ الآخرونَ بتعليمِها لنا.
ومن أحد الدروسِ القاسيةِ التي عليك أن تعلمَها أنْ ليسَ الجميعُ يتمني لك الخيرَ والاستقرارَ، فقسوةُ الأيامِ علمتني أن يكونَ قلبي مستعدًّا للحزنِ، فلا يسعُني أن أعتذرَ عن قسوةِ قلبي التي أصبحتُ عليها الآنَ، في حينِ أنه لم يعتذرْ أحدهمْ.
القلبُ الذي يعرفُ الحبَّ من الصعبِ أن يقسو، قلوبُنا خُلِقَتْ لكي تنبضَ بالحبِّ، فالحبُّ لا يشعرُنا بقسوةِ الأيامِ، وبالحبِّ يمكنُنا النسيانُ وطويُ صفحةٍ قاسيةٍ في كتابِ العمرِ.
اللهُ يعلمُ كم مرةً من المراتِ التي تعذبَ فيها قلبُكَ، ولم يشعر بك أحدٌ، اللهُ يعرفُ حينما يموتُ قلبُكَ وجعًا، حينما ينساكَ الجميعُ، الشخصُ الذي يُحِبّكَ يتحملُ عنادَكَ، أسلوبَكَ غضبَكَ، يُحسنُ إليكَ رغم قسوتِكَ عليهِ، ولا يتركُكَ حتى تهدأَ، وينتظرُكَ ليخبرَكَ أنه معكَ للأبدِ، فحينما تقسو عليك الحياةُ فلا تقسُ على من أحبوكَ بصدقٍ.
فلا تُفَرّطْ في قلبٍ أحبّكَ حُبًّا صادقًا، فأصبحَ من المستحيلَ أن تجدَ قلبًا يعطيكَ الحبَّ، والسعادةَ بلا مقابلٍ.
فالحبُّ يشعرُنا بألمٍ اليومَ حتى نواجهَ الغدَ، فلابد
أن تبتعدَ عن كلِّ من يظلمكَ، والشعورُ بمن أحبوكَ، والتماسُ العذرِ لهم، والحرصُ على اختيارِ الرفقةِ الطيبةِ ممن يشعرون بكَ، وبألمكَ، والابتعادُ عمن يعطونكَ طاقةً سلبيةً، وأن تعطي حبَكَ واهتمامَكَ لمن يقدرون، فعمقُ حبِّكَ اليومَ قد يكونُ عمقَ جرحِك غدًا، فأحيانًا قد تكونُ القسوةُ مبررًا لفقدِ كلِّ ما هو جميلٌ.

Comments (0)
Add Comment