بقلم الأستاذ الدكتور _ عادل خلف عبدالعزيز القليعي ،أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان .
يدور الزمان دورته وتمر الأيام سراعا ويقترب شهر أغسطس علي المجيئ في كل عام حامل البشريات والاحتفال بالعلماء والعلم وتكريم أهله وتلك سنة حسنة انتهجتها الدولة منذ زمن بعيد.
ومنذ صغري وأنا اسمع ذلك،وعندما تخرجت من الجامعة وفي عيد العلم كرم محافظ سوهاج أوائل الجامعة وكنت منهم -ليس المهم القيمة المادية للتكريم -وإنما شعرنا وقتها ان هناك من هو مهتم بالعلم -وصارت هذه سنة سارت عليها القيادات السياسية المتعاقبة علي حكم البلاد ،ونتمني ان يستمر هذا النهج ابد الاباد.
لماذا لان رفعة ورقي اي امة من الامم ونهضتها يكون من خلال الاهتمام بالعلم ومن ثم الاهتمام بالعلماء ، ومن هذا المنطلق لابد -ونحن نثق ان الله تعالي لن يخذلنا باخلاص العمل لان الناقد بصير -لابد أن تتضافر كل الجهود للنهوض بالتعليم في بلدنا الحبيب الذي يمتلك من الثروة البشرية التي إذا أحسن توظيفها نصل إلى الغاية القصوي او ما يسمي بالنهضة الشاملة التي لاولن تتحقق إلا بالنهوض بالتعليم .
هل علمتم يا سادة اي أمة نهضت واستقام عودها بالجهل والعشوائية ،أبدا ،أنظروا حولنا كيف كانت الصين وكيف أصبحت ،وكثير من دول الغرب الأوربي الذين كانوا يحسدوننا علي موقعنا الجغرافي وعلي حضارتنا وعلي ثروتنا البشرية -أنظروا كيف أصبحوا ملء السمع والبصر في العلم والتقدم التقني والتقدم التكنولوجي والحضاري والثقاقي.
لماذا لأنهم طرحوا القيل والقال وتركوا التغني بالامجاد وراحوا يشيدوا حضارة جديدة يحسدهم عليها القاصي والداني لماذا لانهم تركوا التواكل ونهضوا بالعلم والعمل بالتنظير والتطبيق شيدوا المدارس والجامعات شيدوها علي العلم واهتموا بدراسة كافة العلوم لم يتركوا شيئا درسوا الطب والفلك والفلسفة.
درسوا العلوم النظرية والعملية والغريب، يا سادة أنهم استعانوا بالعلماء المصريين والعرب أنظروا في الطب الي العلامة مجدي يعقوب -ولو اهتممنا بابناءنا سنجد الآلاف من أمثال مجدي يعقوب وزويل ومشرفه والباز وثاقب عالم الكبد العملاق.
ليس هذا وحسب بل في كل المجالات هؤلاء ليسوا أحسن منا ولا اكفأ منا بل نحن الذين ذكرنا في القرآن ، نحن الذين تعلم عندنا سقراط وفيثاغورث وهيرودوت ، نحن أهل الحضارة المهم نأخذ الخطوة ولا نتواكل وكل منا يعقد عزمه علي أن يتعلم ويعلم ولا يكتفي بما تعلمه.
لانه كلما ازددنا علما ازددنا جهلا ، فالعلم لايشبع منه الإنسان يتعلم ويعلم الي أن يلق الله فيبعث علي حالته وهو في معمله ،في فصله ،في مدرجه، وكم من أساتذة قضوا وهم في قاعات درسهم اي تكريم بعد ذلك فهيا شمروا سواعد الجد فالفرصة قد أتت وهاهي مشروعاتنا القومية .
مثل محوالامية ،تخيل ياأخي أن يتعلم علي يديك عشرات من الشباب يتخرجون من مدرستك كما تخرجنا من مدارس أساتذتنا الذين نذكرهم بالخير نترحم.علي ميتهم وندعوا بمباركة الله في أعمار حيهم ونراهم ونقبل أيديهم.
أي تكريم بعد هذا هؤلاء هم ورثة الأنبياء الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء هم الصفوة -ولم لا يكون المجتمع كله صفوة ؟!
هؤلاء الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة المجادلة 11.
هم الذين قال الله عنهم (والذبن جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) سورة العنكبوت 69.
جهاد العلم وبذل الغالي والثمين في طلبه ،هؤلاء أهل الحكمة والبصر والبصيرة (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)سورة البقرة 269.
فهيا يا أبناء مصر الحبيبة هيا بنا ندعوا للتعلم ونعلم أبناءنا أول درس الحب ، حب الوطن لان حب الوطن فرض عين علي كل من يحياه ويتنفسه.
ونفتح قلوبنا بنفس راضية لأبنائنا الطلاب ونحتضنهم ونفتح مكاتبنا ومكتباتنا أمامهم ونصبر عليهم ، وعلي أسئلتهم ولا نمل ولا نكل.
حقا صدق المعصوم صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة يارسول الله قال مجالس العلم وأهله ،هيا نتعلم كافة العلوم كل في مجاله وتخصصه. ولكم كل التحايا والتقدير.