كتبت/ سالي جابر
محبي اقتناء الكتب، هوس الكتب، داء العباقرة، أو مرض المثقفين (Bibliomania) هو نوع من أنواع الوسواس القهري ( OCD) وهو غير معترف بكونه اضطراب نفسي من قِبل الدليل التشخيصي و الاحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-IV)، هو نوع غريب من الهوس، والشخص المهوس بجمع الكتب له صفات وخصائص معينة.
وفي هذا المقال سوف نتناول:
• صفات الشخص الببلوماني
• آراء الباحثين في هذا الهوس
• أمثلة لشخصيات ببلومانية
• طرق علاجه ( تخطيط لبرنامج علاجي لمرضى هوس الكتب)
صفات الببلوماني:
– لا يشترط أن يملك نوع معين من الكتب؛ إنما يود امتلاك أي كتاب جديد ربما يحتاجه مستقبلًا.
– لا يملكون مبالغ زائدة عن حاجاتهم؛ لإنهم ينفقون ما يملكون على الكتب.
– ربما هو منطوي لا يحب العلاقات الاجتماعية، ربما يشتري عدة نسخ من نفس الكتاب طبعات مختلفة.
– وأحيانًا يتطور الببلوماني إلى حد سرقة الكتب، ولا يشعر بالذنب تجاه ما يمتلكه ويسمون( bibliokleptomania) ويستخدم تلك الكتب كديكور لمنزله.
قد ذكر ” كيفين ميمز” الكاتب والباحث أن ” المكتبة هي مجموعة من الكتب، ويظل الكثير منها غير مقروءه لفترات طويلة من الزمن، لا تدري كيف يختلف ذلك عن كلمة مكتبة، ويضيف أن الكلمة المفضلة لديه( Tsundoku) وهي تعني باللغة اليونانية مجموعة من الكتب التي اشتريتها ولكنك لم تقرأها” وأصلها اللغوي يتكون من مقطعين Tsundc- Oku ( ترك الأشياء تتراكم)
” إننا نميل إلى المبالغة في تقدير قيمة ما نعرفه، مع القليل من قيمة ما لا نعرفه..فقيمة المكتبة تنبع من كيفية تحديها لتقديرنا الذاتي من خلال تقديم تذكير دائم بكل ما لا يعرفه” من مقال الروائية البلغارية ” ماريا بوبوفا “.
وتضيف ” أننا نميل إلى معاملة معرفتنا كممتلكات شخصية؛ لكن هذه الأفكار غير المستكشفة تدفعنا إلى مواصلة القراءة والتعلم، ولن نكن بذلك راضيين عن أننا نعرف ما يكفي”
أما الكاتبة ” جيسيكا ستيلمان” وصفت اقتنااء الكتب بالتواضع الفكري، وترى أن الأشخاص المكتفين بما لديهم من كتب يفتقرون إلى هذا التواضع الفكري، وذكرت في مقال لها ” أولئك الذين لا يتوقون إلى الحصول على كتب جديدة، أو زيارة مكتباتهم المحلية لديهم شعور بالفخر حيال مكتباتهم الشخصية؛ لكن مثل هذه المكتبة مع الوقت تصبح مثل جائزة مهملة على الحائط، كما يعزز ذلك الشعور بالاكتفاء من امتلاك الكتب تضخمًا في الذات”
وأضافت ” نظرًا لأن الناس لا يستسيغون تذكيرهم بجهلهم، فإن كتبهم غير المقروءة تدفعهم نحو ذلك، هذا حتى حال يتم قراءتها على أسوأ تقدير إلى فهم أعمق لمدى كفاءتهم.
وتستطرد ” كل الكتب التي لم يقرأها في الواقع علامة على جهلك، ولكن إذا كنت تعرف كم أنت جاهل فأنت في صدارة الغالبية العظمى عن الآخرين”
• شخصيات ببلومانية:
– السير توماس فيلبس: احتوت مكتبته مجموعة من الكتب على أكثر من 160 ألف كتاب وعند وفاته بيعت بالمزاد العلني.
– الشاعر اليوناني يوربيدس: أول من أصيب بمرض هوس الكتب في القرن قبل الميلاد
• علاج مرضى هوس الكتب:
– العلاج بالمواجهة لأن الببلوماني لايشعر بما يعاني.
– علاج معرفي سلوكي من خلال:
( تطوير مهارات اتخاذ القرار الخاص بالكتب، و مواجهة ذاته ببعض الأسئلة لماذا اشترى هذا الكتاب، وماذا يفعل به؟!
– جلسات التأمل والاسترخاء
– يفيد أحيانًا التنويم بالإيحاء
– علاج دوائي كعلاج الوسواس القهري، المهدئات، وكما أثبتت بعض الدراسة أن فيتامين B8 له فاعلية كبيرة في علاج مرضى هوس الكتب.
عند عمل مخطط علاجي لتلك الحالة، لابد من التفريق بين مهوسي اقتناء الكتب، وبين محبي تجميع كتب بعينها؛ إنما كما ذكرت سابقًا أن مهوسي أثناء الكتب لهم صفات معينة تحدد شخصيتهم، أما محبي تجميع الكتب كما ذكرت في المقال السابق( القراءة من منظور نفسي)
هم أُناس من وجهة نظر علم النفس يختارون الكتب حسب دوافعهم النفسية والمزاجية؛ ولذا قد تجده يشتري أشكال مختلفة من الكتب، رعب، مقالات تربوية، كتب علمية، روايات أدبية، اعمال شعرية ونثرية.
وبعد التأكد من ذلك يتم وضع تخطيط علاجي يعتمد على
أولًا : جلسات التأمل والاسترخاء
ثانيًا: انواع القراءة وتحديد هو من أي نمط.( القراءة من منظور نفسي)
ثالثًا: كيفية تفاعله مع الكتاب وتحقيق استفادة منه، وذلك من خلال ثلاث خطوات:
• قبل القراءة :
أن توجه لنفسك بعض الأسئلة: لماذا أقرأ؟، ما الهدف من وراء قراءتي؟
وهناك سنة أهداف رئيسة للقراءة:
– فهم رسالة محددة
– إيجاد تفاصيل مهمة
– الرد على سؤال محدد
– تقييم ما تقرأ
– تطبيق ما تقرأ
– التسلية والمتعة.
وعليك تحديد مكان القراءة، وتجميع الأدوات التي تحتاجها للقراءة.
تحديد طريقة قراءتك مع الكتاب، هل مقيدة بالزمن أم بالكمية؟
شراء الكتاب الذي يحقق لك الهدف، وذلك من خلال ما ذكره ” مورين. ج. أدلى” في كتابه( How to Read a book) حيث حدد أن عليك أن تذهب إلى الفهرس، وبداية كل فصل، الخاتمة لتحدد خل الكتاب يحقق الهدف من قراءته؟!
تحديد جدول زمني ثابت للقراءة
الاستيعاب مرتبط بدرجة عالية من درجة الحضور الذهني، ولهذا لا تذهب للقراءة وأنت في حالة عصبية
ففي هذا يقول الكناني- رحمه الله- ” لا يدرس في وقت جوعه أو عطشه أو همه أو غضبه أو نعاسه أو قلقه أو برده المؤلم…)
• خلال القراءة: عندما تقرأ بعض السطور التي لا تفهمها، عليك قراءتها مرة أخرى بصوت مسموع، تدوين ما قرأته تلخيصًا له، أعطِ لنفسك الفرصة والتفكير والتأمل، فربما قليل من التفكير يقودك إلى فهم ما تريد.
ناقش الكتاب من خلال ما قمت بتدوينه
ولكل شخص طريقته فالبعض يخطط على ما يهمه أو يلونه، أو يضع نجمة أو علامة استفهام عنده.
• بعد القراءة: التعرف على المواضيع التي تحتاج مراجعتها، أماكن القوة والضعف عندك، الكتاب الجديد الذي تود شراؤه.