“الشخص الوحيد الذي أعرفه ويتصرف بعقل هو “الخياط” فهو يأخذ مقاساتي من جديد في كل مرة يراني .. أما الباقون فيستخدمون مقاييسهم القديمة، ويتوقعون مني أن أناسبها”. جورج برنارد شو
نكأ جورج برنارد شو بهذه المقولة جرحا عميقا،
فكثير من الأشخاص الذين قابلناهم في دروب الحياة يرسمون لنا صورة ذهنية بتفاصيل ومعلومات معينة ربما تناسب انطباعهم الأول أو كونوها مع مرور الوقت والعشرة .
تُحفر هذه الصورة فى عقولهم ويتعاملون معنا طوال الوقت بمعطياتها متناسين أن الثابت الوحيد فى الحياة هو التغيير وأننا نتغير مع الزمن وظروف الحياة ومواقفها، نتعلم كل يوم ونكتسب خبرات وعلوم ومعارف تغير أفكارنا وربما حتي قناعاتنا بشكل جذري .
وكلما استزدنا كلما تغيرنا وفهمنا وأدركنا أن الجمود من صفات الموتى بينما كل من تدب فيه الحياة فهو متغير .
لذا أتعجب من أولئك الذين يثير حنقهم التغيير وهو الثابت فى الحياة !
فلا شيء يدوم، قد يزعجنا ذلك لأننا نعتاد ونسكن لمنطقة الراحة فتقاوم عقولنا التغيير، ولكن نحن نتغير جدا مع مرور الوقت شئنا أم أبينا ..
تتغير قناعاتنا، مشاعرنا، أحلامنا، توقعاتنا،
تتغير نظرتنا للأمور، وللدنيا، وللناس، وحتى لأنفسنا !
كلما مر يوم كلما زاد الوعى واتسعت الرؤية،
نكاد لا نصدق أن ما كتبته أيدينا فى وقت سابق كانت قناعاتنا حقا !
وستظل تلك الحالة تلاحقنا كل يوم إلى أن تنكشف الحجب، ونرى أن كل ما اعتقدناه ووصلنا إليه إن كنا صادقين، ماهو إلا نقطة فى بحر الحقيقة !
فلا ينكر التغيير سوى أولئك الخاملون الذين يركنون لمنطقة راحتهم، فيثير حنقهم قدرتنا على كسر المألوف داخلنا، والثورة على كل ما لا يتفق مع نضج عقولنا ورؤاها الجديدة .
يقول العالم وليام جيمس: (إن أعظم اكتشاف لجيلي، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية)
أي أنه يجب على الإنسان أن يغير طريقة تفكيره وعاداته إن وجد حياته تسير علي وتيرة واحدة تسبب له الضيق والألم أو الإحساس بالفشل فالتغيير لا يتطلب سوى قرار صادق، واستعداد لكسر المألوف، والشجاعة للبناء الجديد.
وهذه بعض الخطوات التي قد نحتاجها في مسيرتنا للتغيير نحو الأفضل
– أن نثق بالخالق العظيم ونعلم أنه أودع فينا كل أسرار النجاح والسعادة وكل ما علينا هو اكتشافها .
– نحفز أنفسنا بكلمات إيجابية مثل؛ أنت تستطيع، أنت قادر على تخطي الصعاب، أنت قادر أن تكون كما تريد .
– ننصت لأنفسنا ولصوتنا الداخلي ونتجاهل تماما كلمات الآخرين المحبطة .
– نحدد بدقة الهدف الذي نريد تحقيقه.
فهل هو تطوير مهارات، كاكتساب لغات أم هو تغيير العمل، أم فقدان الوزن، أم تطوير أنفسنا لإتقان فن العلاقات واكتساب صداقات ومعارف جديدة ..
– أن لا نهاب من التجديد ونتطلع للفترة المقبلة في الحياة ونتخيل شكلنا الجديد فيها.
– نصبر على أنفسنا ونتقبل كل مشاعرنا ونصحح المسار كلما نال منا الإحباط . ربما نتعب قليلا أو نتألم ولكن المؤكد أن النتيجة تستحق منا البذل .
يقول نجيب محفوظ
“نحن لا نموت حين تفارقنا الروح وحسب، نموت قبل ذلك حين تتشابه أيامنا ونتوقف عن التغيير، حين لا يزداد شيء سوى أعمارنا وأوزاننا .”
فلا تهاب التغيير بل اعتنقه .