بقلم د /أماني مرسال..
إلى كل حواء تقرأ الٱن إليك أولى مقالاتي المتخصصة التي تتحدث عنك و إليك وعن كل ما أظنه قد تسبب في إرباكك و فوضى حياتك
أعلم أن حياتك ربما تشوبها بعض الأحداث المتشابكة التى عكرت صفو قلبك و طمست ملامح روحك الجميلة بين طياتها و غيابات دروبها
بداية اعلمي جيدا أنك الأجمل على الإطلاق مهما كانت حالتك الٱن ومهما كنت تعانين
فهل تعلمين من أنت ؟ و ما يدل عليه اسمك ؟ وما الحكمة و الهدف من وجودك ؟
يا حواء أنت أم للبشر جميعا ، أنت من تهبين الحياة لكل من حولك أنت منبع الطاقة والحيوية و أنت من تحوي و تحمي وتحتوي ،وتضمي باختصار يا حواء أنت أصل للحياة
لذا فأنك تستحقين قدرا من السعادة و السكون والراحة حتى تتمكني من مواصلة رحلة العطاء بطيب خاطر
فلنبدأ سويا يدي بيدك نعيد و نرتب تلك الفوضى التي أصابت حياتك و نتخلص من الغوغاء التي تعتريك في كل خطوة تخطيها
إن أغلب الفوضى في حياة حواء يكون سببها في علاقتها بشريك حياتها إما لأنها تعاني من اختيار خاطىء وفق معايير خاطئة أو غير واضحة المعالم أو أنها لم تضع معايير أصلا و تركت أمر الاختيار للقسمة والنصيب
ومن ضمن أهم المعايير التي تختار على أساسها حواء :
المظهر الخارجي والوسامة و القدرة المالية والسلطة والنفوذ والمنصب
و ربما تغفل أو تتضاءل أمام ناظريها بعض المعايير الأخرى
كنوعية الفكر و كيفية تعامله معها و حدود ثقافته
و في هذه العلاقة ربما تكون فوضى الحياة متوقعة حيث :
1_ لو كان الأصل في الاختيار هو معيار القدرة المالية فقط فلن تستطيع حواء العيش واستكمال الحياة مع شريكها لو فقد قدرته تلك أمام تلبية مطالبها
2- وإذا كان معيارها في الاختيار على أساس الوسامة والجمال الظاهري فطبيعة الحال أن يكون الطرف الآخر يبحث عن نفس الصفات و اختياره يتم من منطلق المعايير ذاتها فمن تبحث عنه حواء يبحث هو عنها
3- لكن للأسف جمال حواء الظاهري قيمة وفيرة جدا و من السهل الحصول عليه سواء كان طبيعيا أو مكتسبا فهو ليس بقيمة نادرة الوجود
وفي الأغلب إن من يهتم عند اختياره بالجمال الظاهري فقط
فسيظل يبحث عنه ولن يكتفي بجميلة واحدة ولن يرتوي ظمأه أبدا للجمال وسوف يجد من الجميلات الكثير التي ربما ينجذب إليهن واحدة تلو الأخرى
و تبدأ سلسلة من الخيانات المتكررة والغيرة القاتلة التي تتسبب في الاحتراق الداخلي لحواء
4- كذلك تكون حواء في هذه العلاقة الناتجة عن هذا الاختيار لها أدوار محددة ولن يقبل الطرف الآخر أن تتعداها و لن يسمح لها بأن يكون لها دور ريادي في الحياة ولا أن تستقل عنه في بعض أمورها فتظل تابعة له و رهنا لرضاه عنها
5_ وتبعا لذلك تشعر حواء في هذه العلاقة بعدم الأمان و الثقة وأنها كيانها مع شريكها مرهون بجمالها
تعيش دوما في حالة من التوتر و الغيرة والقلق و كلما بدا عليها علامات تقدم العمر كلما زاد توترها
وتحيا تبعا لذلك في حالة من الفوضى والغوغاء لا نهاية لها
وهناك نوع ٱخر من حواء لا يهتم بوضع المعايير أصلا في اختيارها لكن يترك الأمر لما يسمى للقسمة و النصيب وتكون رهنا لأول من يطرق بابها دون التدقيق في سماته و من أهم نتائج تلك العلاقة :
1- تكون حواء غير قادرة على تحديد ما تريده من الجنس الٱخر بالضبط
2 – تسعى دائما كي تجد السبل للتعبير عن حبها الذي في الحقيقة هو ليس حبا هي فقط تشعر بالخواء العاطفي داخلها تريد أن تسده
3- تتسم في تصرفاتها بالمبالغة في التضحية والعطاء دون الأخذ و يرجع ذلك لأنها لا تشعر بأنها جديرة بهذا الحب
4 – تشعر بأن الرجل هو مصدر الأمان الوحيد ولا تسمح له بابتعاده عنها سواء بقصد أو بدون فالابتعاد يمثل لها تهديدا لكيانها
5 – حتى في علاقتها الحميمية معه
تراها حق له وواجب عليها لا لإحساسها بأنوثتها أو تعبيرا عن حبها له
بل لكي تطفيء رغباته وحتى لا يبحث عن مصدر آخر
أو لربما تقدم لنفسها دليلا ماديا محسوسا عن ارتباطه بها وأنه ما زال يحبها و متعلق بها
6 – تظل في حلقة مفرغة مابين الاحساس بانعدام القيمة و فقدان الثقة في نفسها والٱخرين وبذلك تقدم لشريكها و على طبق من ذهب الفرصة له لانتقادها و ربما لتجريحها و التجاوز معها فعلا ولفظا
هذه هي الأخرى تعيش في حالة من الشعور بالبأس والحزن والاحساس بالقهر و تتسبب أيضا في غوغاء لا حصر ولا نهاية لها
إذا أردتِ حواء أن تعيشي مع شريكك حياة هنية بلا غوغاء :
1- فعليك عزيزتي أن تدركي قيمة نفسك أولا فأنت حواء أي أصل الحياة فالمرأة التي لا تقدر ذاتها ولا تقدم الحب الحقيقي لنفسها لا تستطيع أن تقدمه للٱخرين أيّا ما كانوا
2- الرجل في حياتك له دور أساسي فهو الداعم والسند و مصدر الحب والاحتواء
لكنه أيضا ليس مصباح علاء الدين الذي سيحقق لك الأحلام والأماني ما لم تكوني تسعين بنفسك لذلك
3– اعلمي حبيبتي أن الرجل مصدر من مصادر السعادة لكنه أيضا ليس الخيار الوحيد أمامك أو بدونه تتوقف الحياة كما يظن البعض
هو فقط إحدى أبوابها إن أغلق فهناك ألف باب وباب ينتظرون طرقة يديك الجميلتين
4– كذلك هو ليس مصدر الحب الوحيد فهناك مصادر متعددة تجعل حياتك غنية و ثرية تمكنك من إقامة علاقة حب عميقة وحقيقية مع نفسك و مع الحياة بأكملها وليس مع الرجل فقط
5 – حواء يجب أن تعيش حالة من الاتزان النفسي بين الأخذ والعطاء تستمتع بالعطاء و كذلك تستمتع بالأخذ لا تتردد أبدا في الإفصاح عن احتياجاتها و متطلباتها من شريك حياتها ،
6 – كذلك تتوازن في اهتمامها بالرجل و اهتمامها بحياتها وبذاتها فلا مجال في حياتها للتطرف و المغالاة في الاهتمام
7- لا تسعى حواء لأن تغير من طبيعة الطرف الٱخر لأنها تعلم أنه ليس من حقها ، فالتقبل والمرونة أهم سماتها
8- لكنها ربما تسعى لأن تجد طريقة التعامل المثلى التي تحب أن تتعامل بها إن لم يعجبها طريقته
9- ترى أن من حقها أن تضع معايير و ضوابط و شروط عند التعامل معها فهي لا تقبل أبدا الاستهانة بمشاعرها ولا بكرامتها
10- تؤمن بالحوار والنقاش الهادىء عند حل المشكلات فهي عاقلة و حكيمة و متزنة و محبة وممتلئة بالحيوية والطاقة و تحيا كل جوانب الحياة في اتزان و هدوء
و هذا هو سرها الأعظم في جاذبيتها و جمالها الحقيقي الذي لا يقاومه ٱدم الذي تستحقه و يستحقها
وإلى مقال جديد و غوغاء أخرى في حياة حواء ✋