قطع ما أمر الله به أن يوصل

بقلم – نهال يونس

صلة الرحم من المبادئ الاجتماعية التي أمرنا بها الله وجعل أجرها عظيم لأن بذلك نتبع أصول ديننا ،ودليل قاطع على الإيمان بالله ،ورسوله ،فيقول الله تعالي ” وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ” ،وقال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في قطع الأرحام على اعتبارها كبيرة من الكبائر بقوله ” لا يدخل الجنة قاطع رحم”.
الأرحام هم الإخوة ،والأقارب من جهة الأم ،ومن جهة الأب ،فلابد من صلتهم بالزيارات ،والسؤال عنهم ،وتفقد أحوالهم وإذا كان منهم من يحتاج مساعدة فعلينا بمساعدته ،وإعطاء المحتاج منهم من أموال الزكاة ،والصدقة ،واحترام الكبير ،والإحسان إلى الصغير ،ومشاركتهم في أفراحهم ،والوقوف بجانبهم ،ومواساتهم في أحزانهم .
قاطع صلة الرحم ملعون قال الله تعالى ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم .أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ” ،وقاطع الرحم يمنع من رحمة الله ،ولا يقبل منه عمله ،وتغلق أبواب السماء في وجهه في حين أن من يصل الرحم عصم من دخول النار ،وهون الله عليه الحساب يوم القيامة .
من مظاهر قطع صلة الرحم
الإهمال ،والتجاهل للأقارب ،وعدم السؤال عنهم ،وفي بعض الأحيان الإساءة إليهم بالقول أو بالفعل ،ومعاملتهم بالمثل ،وعدم زيارتهم ،والتقليل من شأنهم ،ونجد أن الأخ يقاطع إخوته بسبب خلافات أسرية صغيرة بسبب الميراث أو ما شابه ذلك ،وأولاد العم أو الخال يكتفون بالسؤال على بعضهم البعض من خلال المحادثات أو المكالمات الهاتفية لا يلتقون إلا في المناسبات وخصوصا الحزينة كالوفاة بقطع صلة الرحم نجد في قلوبهم قدرا من الحقد والغل لبعضهم فالبعد يخلق الجفاء .
ذكرت أحاديث شريفة كثيرة تربط بين صلة الرحم ،وسعة الرزق ،وطول العمر
روى علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من سر أن يمد له في عمره ويوسع عليه في رزقه ويدفع عنه منية السوء فليتق الله وليصل رحمه ” كذلك روى عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول ” إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في ميته السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور” وإذا كان أرحامك يقاطعوك أبدأ بنفسك ،ولا تتكبر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك”.فيمكنك إتباع عدة خطوات لتصل الرحم يمكنك التغاضي عن الإساءة ،ومقابلتها بالإحسان ،وانتظار الثواب من الله ،التواضع ،وحسن الخلق معهم ،انتزاع الغل ،والحقد من قلبك ،المدوامة على الزيارات والتودد إليهم والسؤال عنهم دون انتظار مقابل ..نتمنى من الله عز وجل أن أكون وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وممن يصلون الأرحام ومجيبي دعوة الله ورسوله

Comments (0)
Add Comment