رانيا ضيف تكتب أبي الحبيب

 

تتدافع لعقلي ذكريات ذلك اليوم البعيد الكئيب وأحداثه المحزنة ووجوه الناس الواجمة .
حين اختفى من الصورة ما كان فيها ساطعا يُنير القلب ويشغل العقل والوجدان
ففرغت الصورة وبهتت الحياة وكأن رحيلك سحب منها الألوان !
أضحت المشاعر سطحية باردة وكأن الدفء مر وأوصد الأبواب .
انطفأ الشغف وسيطر الملل على مقاليد الأمور،
رحل الونس وماتت على الشفاه الضحكات،
تبدلت أحوال القلب وتعاطيه مع الناس والأحداث .
ظل هناك فراغًا يختطف السعادة كهوة سحيقة أو ثقب أسود يبتلع الزمن .
أبى؛ كيف كنت تحتكر الحب وتزرع الأشواق فى بساتين الفرح ؟
كيف كنت تختزل السعادة فى كلمة ونظرة وعناق حنون ؟
كيف كنت الأمل والسند والعون والأمان ؟
يا حبيب الروح أخبرك بأنك تركت خلفك أيامًا ثِقال كنا نقاتل الشوق والحزن كل دقيقة، خلى البيت من ضحكاتك وانطلاقك وصوتك المميز،
فاحتضنتنا الذكريات وباتت سلوانا وملاذنا الوحيد من هجمات الشوق ..
صورك معنا ومقاطع الفيديو التي كنت تحرص على تسجيلها للذكرى – وكأنك كنت تعلم أن حياتك معنا قصيرة فوثقت لنا أكثر لحظاتها سعادة- كانت لنا السلوى، كنت تغدق علينا الحب والفرح والهدايا لنواجه باقي العمر برصيد ثري بالمحبة والبهجة .
في اليوم العالمي للأب أبعث لك محبتي وأشواقي في دعوات من صميم القلب، وطاقات حب ليشملك الله برعايته ورحمته.
أبي الذي يحيا في البعد الآخر
ابنتك تشتاقك هلا تسللت لأحلامي وأسعدت روحي؟
فمنذ مدة وأنا أنتظرك كل ليلة لنقرأ سويا وتناقشني كما كنت تفعل، أبوح لك بأسراري وأفكاري فتنصحني وترشدني كدأبك دوما حتى وأنت هناك .
أحبك أبي وأعلم أننا كنّا أحب إليك من روحك،
ستصلك رسالتي أود حين تقرؤها أن تبتسم فتسعد بك الملائكة كما كنا نسعد بضحكاتك دوما .
لك مني كل الحب والتحايا والامتنان ودعوات بأن تسكن روحك أعالي الجنان رفيقا للأنبياء وفي ضيافة الرحمن .

رانيا ضيف تكتب أبي الحبيب
Comments (0)
Add Comment