رانيا ضيف تكتب
جلست مع كثير من الناس على اختلاف ثقافاتهم، أجناسهم، أعمارهم، فلم أجد مثيلا لعذوبة وحلاوة مجالسة الشعراء والأدباء !هم مبدعون فى نسج خيوط من الخيال لإضفاء سحرا وجمالا لواقع مشوه ينقصه الكثير لتتقبله فيبدو خلابا !
لديهم قدرة عجيبة على مزج الألوان، وخلق أنواع من الجمال ما عهدتها من قبل، بيدهم عصا سحرية قادرة على أن تعبر بك المحيطات وتجوب خلالها القارات وأنت ساكن مكانك لم تتحرك !يعرفون بحرفية تطويع الألم وتنقيح الوجع وتحويلهم لأوتار قيثارة، تعزف على شغاف القلوب لتغيب فىعالم أسطوري، لم تره من قبل وربما لن تراه إلا من خلالهم !
أذنهم موسيقية، يسمعون للكلمات نغما فيختاروها بعناية ودقة شديدة ليسمعونك معزوفة من الكلمات،يطيب بها القلب وتنتشي بها الروح. هم بارعون يا صديقى فى التسلل لأعماقك، وملامسة أقوى الجروح عمقا فيضغطون بقوة كالطبيب الماهرالذى ينتزع القيح من الجرح ليطيب .
هم مثل العارفين؛ إن جلست بين أيديهم وسمعت تأوهات قلوبهم تذوب عشقا وتنساب الدموع من عينيكرغما عنك، وتغيب الروح فى عالم سامٍ لم تكن تعرف حتى بوجوده!
هم مترجمون للإحساس بإبداع تخطى كل فنون الترجمة .
فإن كنت تريد أن تتسع لك جنان الأرض وأن تخطو فوق السحاب، وأن تسافر للقمر فتبيت هناك كل ليلة؛ فاجلس بينهم وعش فى عوالمهم، لكن لا تنس أن تعود بقلبك، فكثير من القلوب هامت فى دروبهم ولم تعد!