كتب د _ عيد علي
تعددت الكتب وتعدد الكتْاب منهم من طحنه الدهر بكلله ومنهم من خلد اسمه حتى اليوم مرت السنون والأيام وما زال التاريخ يذكرهم وما زال الأدباء على مر العصور ينهلون من علمهم من هذه الشخصيات التي توجت نفسها في عالم الأدب جان جاك روسو صاحب كتاب عصر التنوير دعونا نبحر في أعماق هذا الكاتب علنا وجدنا المتعة والاستمالة والتنوير
يُطلق مفهوم عصر التنوير على ذلك العصر الذي كان موجودًا في القرن الثامن عشر الميلادي، وسُمّي هذا العصر بهذا الاسم بسبب نشوء حركة ثقافية في ذلك الوقت عرفت بحركة التنوير، وكان من أهم نشاطات هذه الحركة الثقافية الدفاع عن العقلانية والمبادئ التي قامت عليها من أجل تأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة عوضًا عن الدين، كما تدعو هذه الحركة إلى ترك التقاليد المرتبطة بالدين والأفكار غير العقلانية التي تنتمي حسب تعبيرهم إلى العصور المظلمة، ومن أهم كُتّاب عصر التنوير الذين حملوا هذه الأفكار جان جاك روسو وفولتير وديفيد هيوم، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن أقوال جان جاك روسو.
إذن من هو جان جاك روسو هو الفيلسوف والكاتب والمحلّل السياسي السويسري الرّاحل روسو، ولد في عام ١٧١٢ بين أسرة متواضعة، عاش دون والدته التي فقدها عند ولادته، أمّا والده فقد هجره بعد ذلك بفترة قصيرة، وكان لأفكار الكاتب السويسري الأثر الكبير على الثورة الفرنسية، كما برز دوره بشكل واضح في تطوير الاشتراكية، ونمو القومية، وإلهام الحركة الرومانية بسبب أفكاره ومقولاته، ومن أبرز هذه المقولات التي نقلت عنه قوله: “يولد الإنسان حرًا ولكننا محاطون بالقيود في كل مكان”، وهذا ما جعله من أبرز الكتاب الذي عاشوا في القرن الثامن العشر.
نشأ في جنيف في سويسرا وكانت حياته صعبة بعض الشيء حيث ابتلي بمرض أليم، وكان مرفوضًا في المجتمع والحضارة المحيطة به، إذْ عاش جزءًا من حياته مُطاردًا باعتباره ثائرًا يمكن أن يشكل خطرًا على من حوله، كما اتهمه الكثيرون بالجنون والإجرام، وانتقل من مدينة جنيف هاربًا منها في عام ١٧٢٨ م، ومن الناحية الأخرى فقد أسهم الفيلسوف السويسري في رفع أخلاقيات فرنسا وذلك في الفترة التي عاش فيها في مدينة باريس الفرنسية بين عامي ١٧٤١ م و ٢٧٤٢ م ، حيث كان لأصله دور في ذلك إذ ينحدر من أصل بروتستانتي فرنسي، ليعيش بعد ذلك حياة الثروة والشهرة في فرنسا ويتصل بفلاسفة عصره وكُتّابهم، وقد توفي عام ١٧٧٨ م في فرنسا.
و يكمن إجمال أفكار الكاتب والمحلل السياسي السويسري في عدة محاور من خلال ما صدر عنه من أقوال وأعمال أدبية ورسائل اجتماعية، ومن أبرز أفكاره ما يأتي:
اعتبار المجتمع والملكية الخاصة من أسباب الظلم الاجتماعي وعدم المساواة، كما أنه من أبرز أسباب شيوع الفساد في الأفراد وميلهم إلى التصرف بعدوانية وأنانية.
انتقاد المبادئ الأخلاقية المزيفة التي كانت سائدة في مجتمعه. تحدّث عن أهمية الإمساك بزمام الأمور فيما يتعلق بأفكار الأطفال وسلوكياتهم.
كان يعتقد بأن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم وأن من يعيش من الناس على الفطرة فإنه يكون معزولاً عن المجتمع.
قام في كتابه الذي يسمى العقد الاجتماعي الصادر عام ١٧٦٢ م بطرح العديد من الأفكار الخاص بحقوق المواطنين والحكم، كما بين فيه أن المؤسسات الحكومية لها سبب مباشر في تدمير حياة الإنسان، وتكلم عن مستقبل الجنس البشري وكيف أنه سينحط مع مرور الزمن إذا لم يرجع الناس إلى الطبيعة ويعملوا بالأسس والنظم الاجتماعية. أقوال جان جاك روسو شكلت مصدرًا لإلهام الكثيرين، مما انعكس على الأعمال الأدبية التي قدمها الكثير من الشعراء والكتاب الغربيين الذي تلوه زمنيًا، ومن أبرزهم: جوته وردزورث وبيرون وشيلي، ومن أبرز مقولاته :
إذا تعرضت لإساءة فلا تفكر في أقوى رد بل فكّر في أفضل رد، الأخلاق السامية شيء رائع.
لا أستطيع أن ألقي نظرة على ما يلامسني ويحيط بي دون أن أجد موضوع استخفاف يثير السخط في نفسي أو داعي ألمٍ يحزنني.
منتهى المدنيّة، العودة للبدائية. وجود أشخاص تحبهم يرفع قدرتك على تحمّل صعوبات الحياة.
الشخص الذي تحبه من قلبك لا تتغير مشاعرك اتجاهه حتى لو كثرت أخطاؤه.
يتكلم الرجال عما يعلمون وتتكلم النساء عما يجلب لهن السرور.
ما من شيء قويٍّ، ولا من شيء عظيمٍ يمكن أن ينساب من قلمٍ أجير
هذا المفكر الأديب غير في ثقافة شعوب فهل عيينا دور الأدب الأدباء في تغيير قوانين ونظم عالمية
وإلى اللقاء مع الجزء التاسع من أديب ومعلومة