كنتَ أوّل أدمعي

 

بقلم لينا ناصر/لبنان

 

قالها ذات يوم:

(ستُبكيك الحياة كثيراً يا ابنتي ،،

فلا تدعي فرصة الفرح تفوتك، ابتهجي،، 

و لا تدعي الحزن يجد طريقاً

إلى قلبك..!) 

آه يا أبي!! 

لقد كان كلامك ميثاقاً،، 

 ورحيلك وثاقاً،، 

شُدَّ على عنق

سعادتي.. 

وكنتَ أوّلُ أدمُعي،، 

أوّل من أبكى بحرقة مدمعي،، 

رحيلك قصم ظهر طفولتي 

واقتلع جذور ابتسامتي 

وسمح للحياة أن تغرز أنيابها 

داخل جسدي الطري 

وتنهش حتى أوردتي

بجسارة دون وعي.. 

وأنا في مهب ريح الحرمان 

بين فقد ويأس وتوهان

كنتَ أوّل أدمعي

لكنك لم تكن الأخير

فبَعدك تحولت عيوني إلى سيول 

وأحلامي أصابها

الأفول.. 

لم تعد طفلتك كما كانت

فها هي تفر من شاهق إلى شاهق كالنواعق،، 

باتت الدنيا في عينيها مجرد ليل طويل بلا فجر.. 

 وهي تستظل عباءته كالخفافيش

بانتظار اللقاء بك في الحياة الآخرة..!

 

 

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

كنتَ أوّل أدمعي
Comments (0)
Add Comment