الحزن

 

كتبت/ سالي جابر

 

الحزن الذي يحطم القلب إلى أشلاء متناثرة عبر كفي الخوف، هو نفسه من يكسبنا بلاغة الصمت، وفصاحة التهكم، يجعلنا نتقبل العُري النفسي أمام أنفسنا ببساطة، ونرتدي هم الحياة بأناقة، نضحك… لتزين وجناتنا عَبرة فتُشاركنا الوسادة البكاء. إنه الحزن الناتج عن صراعاتنا الداخلية التي طرفيها أنا وذاتي، تتقد عندما نغمض أعيننا ونرى الدنيا تدور بنا، نحاول أن نفتحهما لنهدأ لكننا نوقد البنزين على ملابس نفسيتنا، فلا شيء يطفأها، فنتحول إلى رماد، إذا أتته ريح الكلمات الضاجرة جعلته يتناثر، ولا شيء يجمع شتاته سوى لحظات الحب المفقودة بين جبال ومحيطات النفس. ونتساءل هل يمكن أن نخرج رأسنا من الرماد لنعود إلى الكون مرة ثانية! الحزن مميت وقاتل، يقتل الروح ويترك الجسد يبلى مع دقات الساعة التي لا تمر. عسانا نقتل الوقت عندما نحزن، نوقد شموع الحياة بضحكة متعثرة في طريقها إلينا، نبتسم لنتجاهل؛ لكنها حيلة نفعلها لتخفيف الحزن فلا يراه الأخرون، بعضنا يتجاهل، والآخر يهرب، والثالث يحوله الحزن إلى رماد. لكن دائمًا يكون البكاء أول السبل إلى تخفيف حمولة القلب، وأول خطوات الاعتراف، وأسدى الطرق لراحة مؤقتة تُهدا من لهيب الحزن . ورقة وقلم واعترف لذاتك عما يؤلمك وما يمكنه أن يُخفي ضجرك، وحاول التعامل مع مشاعر الخوف لتتبدد . فالخوف يمحو الأمل، والحزن يقتل النفس، اقذف تلك الحمولة إلى مقلب القلوب، فيهدأ قلبك، ويتحول ميدان المعركة إلى بقعة خضراء تستعد لإنبات البذور.

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

الحزن
Comments (0)
Add Comment