بقلم خالد الدسوقي
البشر دائما يميلون في معظم الأحيان إلى إبهار من حولهم بطريقة تفكيرهم وذكائهم مفاجئون من حولهم بأشياء مذهله لم يخطر ببال أحد من المحيطين بهم أن يعرفوا بهذه الأشياء فمنهم من يفاجىء والديه بحصوله على مرتبة عالية في ترتيبه الدراسي لم يفكر بها أحدا تجاهه ومنهم من يفاجىء مجتمعه بإنجازات عظيمه يفيد المجتمع بها ومنهم من يفجر مفاجأة بإعلانه عقد قرانه مفاجىء بها المحيطين به بموعد هذا القران واضعا علي وجوههم علامات التعجب الممزوجة بالفرحة لأجله ومنهم من يفاجىء المجتمع بانفصاله عن محبوبته التى لم يشك أحدا بأنهما سوف يفترقان يوما
تعددت أشكال المفاجآت كتعدد أيام الشهور فهناك شهرا قد يكون عابسا ملىء بالعواصف والزلازل فتقضي على الأشجار اليابسه وهناك من يكون شهره مبتسما مليء بالزهور تلك الزهور ذات الرائحة الزكية التى تملىء المكان بهجة وسرور لكن تظل هذه الشهور الممثلة بالمفاجات أشياء غامضه يجهلها البشر قد لاتكتمل ولا تظهر للعلن تلك هى كلماتى التى تفوهت بها شفتاى حينما اخبرنى أحد الأصدقاء عن أحد جيرانه الذى كان يعيش سعيدا مع زوجته هنيئا تلك الزوجة قد ذهبت إلى إحدى الأطباء من وراء زوجها لتعلم متى تستقبل جنينا حيث لم تخبر اى من عائلتها بشأن ذهابها الى الطبيب حينما أخبرها الطبيب أنها سوف تضع مولودا بعد تسع اشهر من هذا الشهر فلقد أصبحت حاملا بالشهر الاول الآن لم يتبقي غير تسع أشهر وتستقبل المولود الجديد ذلك المولود الذى اخذت تتمناه ليلا ونهارا صباحا ومساءا مناجيه الله لذلك فذهبت إلى بيتها تزف هذه المفاجأة السعيدة إلى زوجها الحبيب فعندما ذهبت إلى المنزل قابلها زوجها مستقبلا إياها فرحا فاتخذت تحدثه عن سبب خروجها حيث انها ذهبت إلى الطبيب من ورائه عندما شعرت بآلام في المعده فأخبرها الطبيب أنها سوف تنجب طفلا فابتسم الزوج إبتسامة عريضة يعتريها البهجة والسرور فأخبرها أنها سوف يتناولان الغذاء خارجا لهذه المفاجأة السعيدة أثناء السير يفقد الزوج السيطرة على المكابح فيسقط مع زوجته بالسيارة إلى النهر غارقان مسفره هذه الحادثه بموت الزوج والزوجة والجنين الذى يتمنونه دائما فلم تكتمل هذه المفاجأة الممثله بأيام يعتريها بهجه وجمال للمفاجأة إلى دمارا أنهى اكتمال فرحة المفاجأة
ماأغرب هذه الحياه التى لاتكتمل بها المفاجآت السعيدة الا نادرا فالسعادة لاتدوم فهى تنتهى دائما كانتهاء اللحظه الخافتة برمشة عين سريعة للغاية ليحل الحزن بعدها
فما أشبه اليوم بالبارحه لمفاجأة لاتختلف عن تلك المفاجأة التي أعدتها الزوجه لزوجها فالتاريخ يشهد بأمثالا مشابهه أحدها كانت مفاجاه أعدها ابنا لوالدته و زوجته لم تكتمل هذه المفاجأة لموتهم جميعا حيث كان هذا الابن هو القيصر نيقولاى الثاني آخر قياصره روسيا القيصرية الذى اعد مفاجأة ثمينة لزوجته ووالدته كانت هذه المفاجأة عباره عن عده بيضات ثمينة مصنوعات بالكامل من أثمن وأجمل المجوهرات الثمينة بالعالم سميت تلك البيضات باسم بيضات فابرجيه انتسابا لإسم مالك المجموهات الأغلى والأبرز عالميا فابرجيه حين ذاك فقام هذا الصانع المتميز بصناعه هذه البيضات لأجل القيصر لكن لم يفلح لهذه المفاجأة أن تظهر للجميع حيث أن بمجرد انتهاء الصانع من هذه البيضات كان قد مات القيصر نيقولاى الثاني هو وعائلته جميعا من قبل ثوار الثورة البلشفية ليحتفظ الصانع بهذه البيضاء وأخذت تعرض للعالم بعد ذلك
فرغم اختلاف الزمان والمكان والتاريخ والماضي متمثلا بمفاجأة القيصر التى أعدها لوالدته وزوجته التى لم تكتمل والحاضر متمثلا بمفاجأة الزوجة لزوجها باستقبال المولود الجديد الا ان كلا من الماضي والحاضر جمعهم شيء واحد هو المفاجأة الغير مكتملة .