نقطة ومن أول السطر

بقلم/ أماني مرسال

درسنا في مراحل تعليمية مختلفة كيفية استخدام علامات الترقيم و الفرق في استخدام النقطة والفاصلة عند الكتابة باللغة العربية ،
وعرفنا أن الفاصلة تستخدم للفصل بين الجمل القصيرة التي تتحدث عن موضوع واحد متصل يحمل مضمونا متشابها ويمكن أن نضم أفكاره تحت عنوان واحد
, و توحي للقاريء بالاستمرارية في نفس النسق ،و ربما تكون الجمل للتوضيح وربما تكون للتفسير وربما لإبداء الاسباب والتعليل ،
خلاصة الأمر ، تستخدم الفاصلة عندما نريد أن نسير على وتيرة واحدة

أما النقطة
فتستخدم لإنهاء فقرة والرغبة في بداية فقرة جديدة بنسق جديد و موضوع مختلف تماما يحمل عنوانا جديدا عن السابق له

صراحة نحن بحاجة ملحة في حياتنا العملية إلى استخدام علامات الترقيم ،
فإذا كانت مواقفك في التعامل مع الٱخرين متشابهة فأنت بحاجة إلى نقطة و بداية جديدة و من أول السطر
و إذا كنت ممن يبالغون في إبداء الأسباب و الأعذار للٱخرين و تكرار البراهين لإثبات صدقك وإخلاصك لمن حولك
فأنت أيضا ممن يحتاجون لنقطة و بداية جديدة من أول السطر
و أما إذا كنت تراعي الٱخرين مرات و مرات و تبذل قصارى جهدك لإرضائهم و نفذت لديك أعذارهم السبعين دون جدوى و دون رد فعل يليق بك ويرضيك
فأنت بحاجة ماسة جدا لنقطة وبداية من أول السطر ،

ضع النقطة وأعد حساباتك من جديد وأبدأ سطرا جديدا مختلفا في كل شيء عما سبقه من أسطر متكررة و متشابهة ، تفنن في أن تجعل فقرتك الجديدة مبهرة لكل من يقرأها،
توقف عن كل تصرفاتك المتشابهة حتى لو كانت مثالية من وجهة نظرك و ترى أنه من الواجب أن تفعلها ،
طالما لا جدوى و لا أثر لها فتوقف و أرح أعصابك واحتفظ بطاقتك و عش حياتك بمعاييرك أنت لا بمعايير الٱخرين ، واعلم جيدا أن رضا الناس غاية لا تدرك أبدا

وأخيرا
دعك من استخدام الفاصلة و ضع نقطة وابدا من أول السطر