مسجد المسبح ميدان السيدة عائشة الخليفة

رحاب الجوهري

أسس المسجد الوالي المصرى المسيح باشا، الذى تولى حكم مصر عام 1574، واستمر في الحكم ما يقرب من خمس سنوات، وتولى حكم مصر في عهد السلطان العثماني مراد الثالث، وتميز المسيح باشا بإلمامه بأمور السياسة وإدارة الدولة، وعُرف عنه القوة في الحق، فلم يقبل رشوة، أو يعفُ عن مخطئ، وقضى على العصابات الليلية التي انتشرت فى مصر في تلك الآونة، وقبل أن يصبح والي مصر، كان قائدًا لإحدى فرق الجيش، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب وزير المالية، ثم أصدر السلطان مراد الثالث مرسومًا ملكيًا بتوليه حكم مصر.

اختلفت الأقاويل حول مؤسس المسجد، البعض منها يؤكد أن مسيح باشا، مسلم من مواليد البوسنة، والتي كانت ولاية عثمانية، ومنها التحق بالجيش العثماني وصولًا إلى حكم مصر، بينما جاءت الرواية الأخرى لتؤكد أن مسيح باشا كان مسيحي الديانة أسلم على يد الشيخ نور الدين القرافي، وأمر كُتّاب المراسيم بأن يبدأوها بـ«بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعليه وآله وصحبه أجمعين».

بنى الوالى المسجد، تكريمًا للشيخ نور الدين القرافي، أحد علماء عصره، واشترط أن يتولى الشيخ نور الدين القرافي نظارة وقف المسجد وأبنائه من بعده، وتم بناء المسجد في شارع صلاح بميدان السيدة عائشة، ونتيجة لتعاقب الحقب الزمنية اندثر المسجد تحت التراب، ولكن في عام 1976، تم اكتشاف المسجد من قبل سكان «السيدة عائشة»، فتمت عملية ترميمه واعتباره مكانا أثريا صالحا لإقامة الشعائر الدينية فيه.

تصميم المسجد على الطراز العثمانى يتميز بغلبة الطابع البيزنطى على التصميمات، فالمآذن تُصمم بطريقة ممشوقة رفيعة وأسطوانية، وتنتهي بمسلة مخروطية، كما تتميز المساجد العثمانية بكثرة الزخارف وتغطية الأرضيات بالرخام الملون ونقش الأسقف بالألوان البراقة، كما اعتمد الطراز العثماني على استخدام المشربيات في المساجد.

مسجد المسبح - ميدان السيدة عائشة - الخليفة
Comments (0)
Add Comment