متحف نجيب محفوظ

رحاب الجوهري
يشكل “متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ” معلم مصري جديد على الطريق الثقافى العالمى، بعدما أطل على العالم من قلب القاهرة العريقة، والتى ارتبط بها أديب نوبل المصرى الراحل كل الارتباط وتجلت فى إبداعاته الروائية ومجموعاته القصصية الخالدة.

تم افتتاحه يوم الأحد الموافق 14 يوليو 2019 بتكية ابو الذهب بالأزهر، بحضور كوكبة من الشخصيات العامة والمبدعين والمثقفين وعدد من السفراء والدبلوماسيين من دول شتى حول العالم.
بدأ العمل فى تأسيسه منذ عام 2016 ويتكون من طابقين، ويتضمن قاعة للندوات ومكتبة عامة ومكتبة سمعية – بصرية وأخرى نقدية تحوي دراسات وأبحاث مهمة عن إبداعات نجيب محفوظ فضلا عن قاعات للأوسمة والميداليات والشهادات التى منحت له ومتعلقاته وأوراقه الشخصية ومؤلفاته وصوره وحملت تلك القاعات التى تضمنت قاعة للسينما أسماء دالة على إبداعات محفوظ مثل: “نوبل والحارة وتجليات وأحلام الرحيل وأصداء السيرة”.

وتتضمن مقتنيات المتحف والتى سلمتها أم كلثوم نجيب محفوظ لوزارة الثقافة فى مطلع عام 2011 أشياء حميمة مثل قلمين “أحدهما حبر والآخر جاف” أهداهما الأديب الكبير توفيق الحكيم لصديقه نجيب محفوظ فضلا عن ملابس للأديب النوبلى المصرى وساعته المعدنية وحتى نظارات وعدسة للقراءة ومستلزمات حلاقة الذقن وسبحة وقطعة صخرية من سور برلين الذى كان يفصل العاصمة الألمانية الحالية إلى شطرين فى عصر الحرب الباردة.
يلتقى الزائر داخل هذا المتحف والمركز الإبداعى المصرى الجديد بشخصيات عالم نجيب محفوظ وأفلامه والحارة المصرية التى ألهمت إبداعاته، كما يتفاعل مع أصداء سيرته الثرية المديدة ومسيرته الأدبية التى تشكل العلامة الرائدة فى الأدب العربى الحديث فيما يجد فى “قاعة التجليات” أفكاره الفلسفية كما تبدت فى سلسلة نقاشات مع الكاتب والأديب الراحل جمال الغيطانى ويستعيد الأجواء القاهرية الحميمة فى “ركن مقهى الحرافيش”.

وجدير بالذكر أن “تكية أبو الدهب” التى أقيمت عام 1774 قريبة من البيت الذى ولد فيه نجيب محفوظ بحى الجمالية فى قلب القاهرة المعزية التى استلهم منها الاديب النوبلى المصرى أغلب شخصياته وأماكن رواياته مثل “بين القصرين وقصر الشوق والسكرية وزقاق المدق وخان الخليلى” فيما يأتى اختيار هذا المكان فى سياق توجه مصرى للاستفادة من كل المبانى الأثرية المغلقة واستغلالها الاستغلال الأمثل.

متحف نجيب محفوظ هو متحف مصرى فى عناق الزمان والمكان لتكريم مبدع مصرى حاضر فى الوجدان المصرى والعالمي، وإنها مصر التى تكرم مبدعيها الكبار وتضبط ايقاعات المستقبل على لحن الابداع وتمنح العالم علامة ثقافية جديدة وفاء لرسالتها الحضارية الخالدة
ولا شك أن متحف نجيب محفوظ بكل رمزيته يكتسب طابعا عالميا مع الاهتمام الكبير من جانب قراء فى كل مكان بالعالم بإبداعات هذا المصرى الحاضر بروائعه الروائية والقصصية وشأنه شأن المبدعين الكبار فى العالم فان أحد أهم اسباب الشغف برواياته أنها “روايات قابلة لتأويلات مختلفة وتفسيرات متعددة”.

ومازالت إبداعات نجيب محفوظ بأجواء الحارة المصرية الحميمة تشكل أيضا مصدر الهام للدراما سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة فيما يمكن لزائر متحفه أن يجد الكثير من المتعة فى قاعة السينما فضلا عن الصور لشخصيات أبدعها مثل “السيد أحمد عبد الجواد ” ليكتسب هذا المتحف والمركز الإبداعى ابعادا متعددة كلبنة هامة فى صرح التاريخ الثقافى لمصر.

أقسام المتحف

الدور الأرضي

ويشتمل على عدد من المكتبات هي مكتبة الدرسات النقدية، وتضم 419 عنوان، مكتبة الفنون والآداب وتضم 266 عنوان، المكتبة العامة وتشمل علي 165 عنوان، قاعة السمعيات والبصريات– وهي قاعة رقمية بها أعمال محفوظ الأدبية ولقطات من أفلامه وبعض حواراته التلفيزيونية– ومنفذ لبيع أعمال نجيب محفوظ وقاعتي درس، ومكتبة للطفل.

الدور الأول

– ويضم قاعتي الأوسمة والشهادات: وتضم الأوسمة والشهادات والميداليات والدكتوراه الفخرية والتكريمات التي حصل عليها أديب نوبيل خلال فترة حياته.

– قاعة الحارة: ويُعرض فيعا فيلم الحارة تلك البيئة الشعبية التي أثرت على مخيلة الراحل.

– قاعة سيرة ومسيرة: وتعرض فيها بعض من مقتنيات محفوظ الشخصية، وعلى الجدران نطالع سيرة حياة محفوظ وصور له وهو على المقهى أو وسط الناس.

– قاعة السينما: وتعرض بها بعض لقطات من أهم أعمال نجيب محفوظ سواء التي شارك في كتابتها أو من أعماله التي تحولت إلى أفلام.

– قاعة نوبل: وتعرض بها شهادة نوبل، وعلى الجدران نجد حيثيات منح محفوظ الجائزة والكلمة التي أُلقيت في حفل تسليم الجائزة، وكذلك صور لكل من حصل على نوبل في الآداب منذ تدشين الجائزة في عام 1901 وحتي تاريخ افتتاح المتحف.

– قاعة أحلام الرحيل: وبها أبرز مقتنيات ومتعلقات محفوظ الشخصية في أخر أيامة وملفه الوظيفي، وكراسات كانت يكتب فيها وعلى الجدران مقولاته عن الموت والحياة.

– قاعة رثاء: وتعرض بها قلادة النيل على تمثال لنجيب محفوظ أهداه الفنان أ.د. أسامة السرورى.

– قاعة تجليات: ويعرض بها مكتب ومقعد نجيب محفوظ واللذان كانا دائما ما يجلس عليهما ليكتب ويبدع تلك الروايات العظيمة وحولهما عشرات الكتب التي تحدثت عن نجيب محفوظ، وفي الخلفية فيلما وثائقياً عن أديب نوبل يتجلى فيه بفلسفته في الحياة والحب والموت.

 

– قاعة فيلموغرافيا: وبها لقطات لأهم أعمال محفوظ التي تحولت إلى أفلام سينمائية أو مسلسلات تليفزيونية، والتي خرجت شخصياته من المتخيل المكتوب إلى الإبداع المرئي.

– مقهي الحرافيش: كتب محفوظ روايته الشهيرة الحرافيش في عام 1977، ولكن هذا الاسم مأخوذ من مجموعة أصدقاء له كان دائما ما يلتقي بهم، أبرزهم المخرج توفيق صالح والفنان أحمد مظهر، والمقهى نحاول فيه أن نستلهم مقهى محفوظ وحرافيشة.

– مكتبة مؤلفات نجيب محفوظ: وتضم أعمال الكاتب الكبير بمختلف الطبعات وبعدد من اللغات التي ترجمت إليها.

 

متحف نجيب محفوظ
Comments (0)
Add Comment