كتبه: نادرة سمير قرني
لقد كانت ولازالت لأزمة كورونا آثارها السلبية التى شملت كافة مناحى الحياة سواء الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو التعليمية، وبما أن التعليم جزء لا يتجزأ من نظام أى مجتمع، بل وأساس نهضة المجتمعات الأول هو التعليم، فلم يكن التعليم بمنأى عن هذا التأثر، وربما لا أجازف حين أقول أن الخسائر التعليمية الناجمة عن أزمة كورونا لا تقل كثيراً عن الخسائر الصحية للأزمة؛ ذلك لأن هذه الأزمة أدت إلى تراجع مستوى التعليم وبشكل ملحوظ جداً سواء على مستوى الدول المتقدمة أو النامية.
ورغم محاولات كافة أجهزة الدولة المصرية وخاصة وزارة التربية والتعليم من أجل مواجهة الأزمة بكافة الطرق بما لا يؤثر على مستوى التعليم فى مصر، وتسيير العملية التعليمية بأقل الخسائر إلا أن أى أزمة لابد وأن تترك شىء من آثارها، وبما أننا لازلنا نواجه الأزمة فلقد كان الواضح وبشدة هو أن أزمة كورونا تسببت فى إيجاد فجوة شديدة الاتساع بين نوعين من مستويات المتعلمين, أما عن النوع الأول: فهو النوع الذى تعود الاجتهاد والمثابرة من أجل تحقيق أهداف محددة وواضحة ومن أجل تحقيق طموحه، هذا النوع من المتعلمين جاهد بكل الطرق من أجل أن تسير العملية التعليمية بالنسبة له بشكل طبيعى فاعتمد على ذاته ووالديه والمعلمين والقنوات التعليمية من أجل ألا يضيع منه أى جزئية فى أى مقرر دون أن يدرسها دراسة جادة، هذا النوع ذلل كل العقبات من أجل أن يتعلم تعليماً صحيحاً.
أما النوع الثانى: فهذا النوع ستظهر آثار ما وصل إليه خلال أزمة كورونا على المستويين القريب والبعيد، هذا النوع من المتعلمين يكاد يكون معظمه من المدارس الحكومية ليس الحكومية فقط ، ولكن الرسمية والرسمية المتميزة أيضاً, فقد أثبت الميدان أن ليس كل المتعلمين بالمدارس الرسمية المتميزة والرسمية العادية ذوى مستوى تحصيل جيد، ولكنهم كأمثالهم من المتعلمين فى المدارس الحكومية العادية كما بها مستويات مختلفة من التحصيل فالمدارس الرسمية بنوعيها بها متعلمين مختلفين فى المستوى، هؤلاء المتعلمين المصنفين ضمن فئة دون المستوى سوف يعملون على توسيع مدى الفجوة بين مستويات المتعلمين فى مصر، لأنه وببساطة أغلب هؤلاء المتعلمين لا يذهبون إلى المدرسة فى الأيام المحددة لهم، ولم يتابعوا القنوات التعليمية، بالإضافة إلى أن أغلب أباء وأمهات هؤلاء المتعلمين لم يحصلوا على شهادة علمية، وبالتالى فقد كان الناتج هو انهيار مستوى هؤلاء الطلاب إلى أدنى مستوى ممكن، لأن لا يوجد متابعة لهؤلاء المتعلمين ولا اهتمام سواء من داخل الأسرة أو خارجها، بالإضافة إلى أن الكثير من الأباء والأمهات كان لديهم فكر سائد بأن الوزارة سوف تعتمد على تكليف المتعلمين بعمل أبحاث كما حدث العام الماضى كشرط لنجاح الطالب.
وكان الناتج لا مبالاة من المتعلم ولا مبالاة من الوالدين, ورغم أن الوزارة عقدت امتحان مجمع هذا العام إلا أنه لم يراعى الفروق الفردية لاعتماده على نوع واحد من الأسئلة وهى الاختيار من متعدد، ورغم ذلك سمحت للطلاب الراسبين بدخول امتحان تكميلى كشرط لنجاحه فإذا رسب الطالب, عُقد امتحان تكميلى آخر له وبالتالى نجاح طالب بكل الطرق.
إذن ما المشكلة الآن!!!!!!!!المشكلة تكمن فى ضرورة التحرك وبأقصى سرعة لفتح المدارس خلال الأجازة الصيفية لمواجهة مشكلة طلاب دون المستوى والذين تتزايد أعدادهم عاماً بعد عام, وذلك من خلال تخصيص عدة أيام لهم بالمدارس وبما يراعى الإجراءات الاحترازية, بحيث لا يزيد الفصل عن10 طلاب، وبما يسمح بمتابعة مدى تقدم مستوى هؤلاء المتعلمين من خلال تكليفهم بالواجبات المنزلية والأنشطة المختلفة، وإلا فستكون العواقب وخيمة على المستوى البعيد.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية