رحاب الجوهري
انشأه أبو بكر بن يونس خلال العصر المملوكي الجركسي، وذلك عام 811هـ/ 1408م، وينسب إلى الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، ويقع في شارع الإمام الليثي بجوار قبة الإمام الشافعي بحي الخليفة
ويتكون من مساحة مستطيلة يتقدمها عدة مداخل، ويقع مدفن الإمام الليث في الضلع الجنوبي للمسجد ويتكون من مساحة مربعة يتوسطها قبة صغيرة محمولة على أربعة أعمدة رخامية.
ولكن من هو الامام الليثي؟
هو شيخ الإسلام أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي القلقشندي ولد 94 هجريا وتوفي 175 هجريا وهو فقيه ومحدث وإمام أهل مصر في زمانه، وصاحب أحد المذاهب الإسلامية، ولد في قرية قلقشندة بالقليوبية وأسرته أصلها فارسي من أصبهان ، وكان أحد أشهر الفقهاء في زمانه
وما ان يذكر الليث حتى يذكر معه كرمه وعطاياه للكبير والصغير، فقد كان أبوه واسع الغنى يملك ضيعة خصبة تنتج خير الثمرات من زرع وفاكهة ونشأ فى هذه الأجواء يحب الحياة ويقبل عليها غير مسرف فيها ولا ممسك وكان مثله الأئمة العظام جعفر الصادق وأبوحنيفة وقيل في سيرته: أنه لم تجب عليه زكاة قط لأنه كان كريما يعطي الفقراء في أيام السنة فلا ينقضي الحول عنه حتى ينفقها ويتصدق بها.
مات الليث في النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة أي قبل وفاة الإمام مالك بأربع سنوات وأقيمت له جنازة كبيرة في مصر وقد تلقى الليث العلم على أيدى علماء مصر ثم رحل عن مصر وهو في العشرين إلى مكة للحج سنة 113 هـ فسمع من علماء الحجاز.ثم عاد إلى مصر وقد علا ذكره حتى استقل بالفتوى في زمانه وعظمه أهل مصر حتى أن ولاة مصر وقضاتها كانوا يرجعون إلى رأيه ومشورته بل وتولى قضاء مصر في ولاية حوثرة بن سهل في خلافة مروان بن محمد كما عرض أبو جعفر المنصور عليه ولاية مصر فاعتذر
كان لليث مجلسا يعقده كل يوم ويقسمه إلى أربعة أقسام الأول للوالي يستشيره في حوائجه فكان الليث إن أنكر من القاضي أو الوالي أمرا كتب إلى الخليفة فيأتي أمر العزل والثاني لأهل الحديث والثالث عام للمسائل الفقهية يفتي السائلين والرابع للناس ممن يسألونه المال فلا يرد أحدا مهما كبرت حاجته أو صغرت.
ووضع خارطة إصلاح مصر فى مقولته الشهيرة لهارون الرشيد قائلا:
صلاح بلدنا بإجراء النيل وإصلاح أميره ومن رأس العين يأتى الكدر فإذا صفا رأس العين صفت السواقى)
يتكون الجامع من مستطيل تتقدمه عدة مداخل، تهبط إلى المدخل الأول عدة درجات ، ويلى المدخل الخارجي باب آخر يؤدى إلى طرقة كبيرة بها عمودان رخاميان، ثم يتأتى الباب الثالث الذي جدده السلطان الغورى سنة 911 هجرية ، وقد ركب على هذا الباب مصراعان من الخشب ذى الزخارف المحفورة حفراً عميقا، نقلا إليه من مسجد الإمام الشافعي ومؤرخ سنة 608 هجرية ، ويؤدى الباب إلى المسجد المستطيل وينتهى بحائط القبلة حيث يوجد المحراب والمنبر
وداخل المسجد يوجد ثلاثة مقامات مقام الامام الليثي وسيدى شعيب وسيدي جعفري ويقال إنهم ابناؤه .
ويقال إن مسجده وضريحه مكان مستجاب فيه الدعاء لذا كان ملجأ علي حد سواء للبسطاء والملوك فقد كان ملوك مصر يقصدونه للزيارة والتبرك خاصة السلطان قايتباي والسلطان الغوري وطلب ما يتمنون، لكن مع مرور الزمن أصبحت تلك المقامات منسية ولا يعرفها الكثير منا.