رحاب الجوهري
يقع مسجد الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني بشارع عقبة بن عامر خلف مسجد الإمام الليث بن سعد رضى الله عنه، وهو أول من دفن بقرافة المقطم.
وعقبة بن عامر هو صحابي ومحدث وشاعر وهو آخر من جمع القرآن، تولى إمارة مصر لمدة سنتين وثلاثة أشهر إلى أن صرف عنها (667م) وتوفي سنة 678، واهتم بإنشاء هذا المسجد على ما هو عليه والي مصر الوزير محمد باشا السلحدار.
وهو مسجد مستطيل الشكل، تشتمل واجهته الغربية على الباب العام وتقوم على يساره المنارة، ويشتمل المسجد على رواقين يتوسطهما صف من العقود المحمولة على عمد حجرية مثمنة وقد حلي سقفه بنقوش ملونة ومكتوب بإزار سقف الرواق الشرقي آبيات من قصيدة البردة، ويحيط بجدران المسجد مجموعة من الشبابيك الجصية المحلاة بالزجاج الملون.
وبالقبة قبر عقبة وهي في الركن الغربي القبلي للمسجد، عليها مقصورة خشبية وهي منقوشة من الداخل
وتعتبر قبة سيدى عقبة من أجمل وأكبر القباب التي أنشئت في العصر العثمانى فهى مضلعة من الخارج أما رقبتها فقد كسيت ببلاطات القيشانى. والقبة منقوشة من الداخل برسوم زيتية، ومكتوب على الإزار الخشبي الذي يحيط بجدران المربع كأية الكرسى.
وعلى القبر مقصورة خشبية وأمامه شاهد من الرخام نقش على أحد وجهيه آية الكرسى وعلى الوجه الآخر ما نصه: ” هذا مقام العارف بالله تعالى الشيخ عقبة بن عامر الجهنى الصحابى رضى الله عنه جدد هذا المكان المبارك الوزير محمد باشا سلحدار دام بقاه في سنة ست وستين وألف “وفى داخل القبة يوجد قطعة من حجر أسود (لماع) يدعى سدنة الضريح أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع قدمه عليها.
كذلك أنشأ محمد باشا السلحدار بجوار جامع سيدى عقبة زاوية جعلها مكتبا لتعليم اليتامى القراءة والكتابة وحفظ القرآن. وتشتمل الزاوية على، محراب دائرى مبنى بالحجر (الفضى النحيت) الأحمر وعلى جانبيه شباكان من النحاس الأصفر. ويعلو المحراب نافذة. مستديرة مملوءة بالخشب الخرط الجميل كما أنشأ سبيلاً كسى أرضه بالرخام المتعدد الألوان .
أما صهريج السبيل فيقوم على أربعة عقود ويتوسطه قبة وبيارة على فوهتها (خرزتان) تعلو أحدهما الأخرى العليا من الرخام والسفلى من الحجر وبجانب البيارة حاصل للماء يصل منه الماء إلى حوضى المزملتين، الكبرى منهما فرشت أرضيتها بالرخام الملون النفيس والأخرى يجرى اليها الماء في مجرى من الرصاص.