رحاب الجوهري
هو أحد المساجد التي أنشئت في العصر العثماني في مصر على يد الأمير عبدالرحمن كتخدا، ويقع في نطاق حي الخليفة، أحد أحياء القاهرة المشهورة بمساجدها التاريخية، و”مشهد” السيدة رقية يجاور البوابة الموصلة إلى السيدة نفيسة بالقرب من جامع شجرة الدر.
والمسجد في أصله، مسجد فاطمى صغير، بني في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله، وبعد ذلك أمرت السيدة “علم الآمرية” سنة 533 هجرية، وهي إحدى زوجات الخليفة الآمر بأحكام الله ببناء المشهد، ولا توجد دلالة إذا كانت السيدة رقية مدفونة بداخله أم لا.
والسيدة رقية لمن لا يعرفها، هي بنت على بن أبي طالب رضى الله عنهما، جاءت إلى مصر مع بقية أهل البيت بعد موقعة كربلاء مع أختها السيدة زينب الكبرى، واختارت السيدة زينب الكبرى أن تكون مصر ملجأ آمنا لكل آل بيت الرسول الكريم بعد كربلاء، كما كان يأتيها أكابر مصر وعلمائها وصالحيهم لزيارتها ومودتها ومحبتها نظرًا لتعلق المصرين بمحبة أهل بيت رسول الله، وتزوجت السيدة رقية من مسلم بن عقيل ابن عمها.
كما يقع بجوار مسجدها مقام ومسجد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين ومقام ومسجد سيدي محمد الأنوار حفيد الإمام الحسن ويقع بالقرب منها مسجد ومقام الإمام الشافعي، وغيرها من من مساجد الصالحين.
وأهم ما يلفت النظر في مشهد السيدة “رقية”، محرابه الذي يعتبر قطعة زخرفية رائعة الجمال، ومن أهم ما يمكن للمشاهد رؤيته في المسجد أثناء دخوله في وسط الإيوان أمام المحراب الكبير تابوت من الخشب محلى بزخارف بارزة جميلة، وكتابات كوفية مزخرفة اشتملت على آيات من القرآن الكريم وعلى تاريخ صنعه.
ويتم حاليا تطوير مسجد ومشهد السيدة رقية ضمن المشروع القومي لتطوير مسار ال البيت الذي تتبناه محافظة القاهرة