بقلم/ سالي جابر
ظلمة الليل منتشية في ذاك القلب الحزين، تنطفئ النجوم، وتسقط كشُهب في أزقة الحياة، وتصبح تلك العتمة قضية قلب يبتسم ليواري دمعة كادت تسقط على استحياء لنقدها عهد الكوميديا؛ كوميديا سوداء، قضية ضوء، لهيب الطيبة، دخان الخيبة… ماهى إلا مسميات تصف من يعيش الظلمة، من يُلهب صدره بالحب ليجد نفسه بين نارٍ لم تحرقه؛ إنما تُميته في الدقيقة ألف مرة.
لما لا نجد في أدراج عقولنا قُرص مُهدأ يطفئ ذاك اللهب؟!
لما لا تستطيع جلسة البحر إخماد تلك النيران؟! أليس كان هذا عهدًا مع الحياة! فمن نقد العهد اليوم … القلب المنطفئ أم ثغرات الحياة؟!
نبتسم..نضحك…نخبأ دمعة..نبكي.. تتعالا أصوات شهيقنا..نموت قهرًا ثم نبتسم…نتفائل…نسير على الطريق الذي رسمته أقلامنا، نلونه ويأتي المطر ليمحي تلك الألوان، ونلف داخل دوائر ونتوه بين أن نحيا أو نموت، وننسى السبب الأساسي لوجودنا في تلك الحياة، وننسى أنها إرادة الله، وما علينا إلا الأخذ بالأسباب.
نصمد ثم نبكي على مرارة القهوة، على انسكاب اللبن، على لا شيء ليس البكاء عليه إنما لجبال المشكلات التي لم نضع لها حل، على كلمات قيلت كسهام في قلوبنا، على لحظات فراق وخوف، على الماضي، والحاضر، والمستقبل.
الماضي رحل بكل ما فيه وترك لنا طريق إذا تطرق له تفكيرنا تعلمنا منه المزيد، فلا حاضر دون ماضي، ولا حياة دون ألم.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية