ذاكرةُ القمر

 

بقلم،  خيرة مباركي من تونس 

 

أيُّها السَّاري كتلاوة على شِفاهِ الرُّهبَانِ 

كَمْ ترقّبتُ طُلوعَكَ بشَهْقَةِ طَيْشٍ  

    في هَذَيانِ الصّمتِ.. 

        كزَهْرَةٍ تَقْتَرِضُ الارتقاء من ثغر الرذاذ  

            أو كغيْمةٍ مقصية تناهِزُ وطَنًا

             بين رُمُوشي والمدى.. 

هل أُوَدِّعُكِ.. أأودعُكِ ابتهالي أيَّتُها الشُّرْفَةُ البَيْضَاء

…………… وأنت القَصيدَةُ المُبَلَّلَةُ 

بهَمْسِ الرُّضَابِ………………….؟ 

فياااالَرَهْبَةِ المسافات بدمي وصَبْرِ الأشْرِعَةِ المُسَافِرةِ!! 

كَمْ أوَدُّ أنْ أَسْتَعيرَ هُدُوءَ البَحْرِ

وأُحَلِّقَ حَمامَة خيال من بيَاضِ المَوْجِ..

سأدُسُّ المَراسِيلَ في عيُونِ الرّاحلينَ خلسة.. 

وأَهُشّ على نبْضي بعِصْيانِ الثَّلْجِ.. 

فأنَا… مُكْتظّةٌ بحُروقِ العِلَّةِ 

……………..بشَدَّات التعلُّلِ

وغراماتِ الاستفْهامِ 

لكَ.. هذي رواسي حجريَّةٌ 

في قِمَمِ التّلالِ المالحةِ

ستقتلعُ الخُلودَ من عيونٍ تائهة

بينَ فِجاجِ الأحاجي وينابيع

 الأسَاطِيرِ الجاهزةِ.. 

فيا ليْتَنِي ما فتحتُ نافِذَتي للرّصيف

 لأرى شبحي المُلوّنِ بنظَراتٍ موقوتةٍ

وما رصّعتُك وأنتَ عطري في أناقَةِ التاجِ!!؟؟ 

فوَجْدُك ناءٍ في خُسُوفِ الشُّطآنِ  

وما من ذاكرةٍ لي على هشيم المَرَايا..!!

                                           خيرة مباركي-تونس

                                ديوان “غرق في خدوش الذاكرة” 

 

.

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

ذاكرةُ القمر
Comments (0)
Add Comment