خبير آثار : الحقائق تؤكد تزوير الاحتلال لعروبة القدس وطمس ملامحها

عماد اسحاق

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثارأن القدس هى المدينة العربية الذى بناها اليبوسيون وأطلقوا عليها يبوس واليبوسيون هم أحد الأقوام الكنعانية السبعة والكنعانيون قبائل سامية نزحت من صحراء شبه الجزيرة العربية أو الصحراء السورية منذ زمن بعيد قدّر فى النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد وكلمة كنعانى هى صيغة النسب لكنعان وتعنى الصبغ القرمزى اللون وهو الصبغ الذى كان الكنعانيون يصنعونه ويتاجرون فيه وهم أول من اكتشف النحاس وجمعوا بينه وبين القصدير لإنتاج البرونز
ويضيف الدكتور ريحان أن الكنعانيون برعوا فى البناء وإنشاء القلاع والتحصينات وأخذ عنهم العبرانيون فيما بعد حضارتهم وأبجديتهم وديانتهم وبدأ التسلل العبرانى لأرض كنعان ( 1250 – 1200 ق.م .) واختلطوا بسكانها الأصليين الكنعانيين ورغم أنهم أخذوا الكثير والكثير من الحضارة الكنعانية إلا أن هناك إدعاءات بأن الكنعانيون قد أبيدوا تمامًا على أيدى العبرانيين أو أنهم ذابوا فيهم وهذا مستحيل لأن الكنعانيون كانوا هم الشعب الأقوى وصاحب الحضارة الأكثر تفوقًا
وينوه الدكتور ريحان إلى أن (يبوس القديمة) خضعت لحكم قدماء المصريين من عهد تحتمس الثالث (1479 ق.م.) الذى أقام عليها حاكمًا من أبناء مصر ولم يحاول المصريون تمصيرها بل اكتفوا بتحصيل الجزية من سكانها وأطلقوا عليها إسمها اليبوسى (يابيشى) وتارة اسمها الكنعانى (أورو- سالم ) أى مدينة السلام ودخل نبى الله داود عليه السلام المدينة عام 1049 ق.م. زاحفًا من حبرون واتخذها عاصمة لملكه وأسماها مدينة داود
ويشير الدكتور ريحان إلى أن القدس تعرضت للغزو البابلى بقيادة نبوخذ نصّر عام 586 ق.م وأطلقوا عليها إسم “أورو سالم” وانتشرت اللغة البابلية وأصبحت اللغة الرسمية أما اللغة الدارجة فكانت الكنعانية حتى احتلها ملك الفرس كورش عام 538 ق.م. ثم الإسكندر عام 332 ق.م. وانتشرت اللغة اليونانية كلغة رسمية وكانت اللغة الدارجة الآرامية وأطلق عليها اليونانيون “يرو سالم” ثم احتلها بومبى 63 ق.م. وأصبح إسمها “هيرو ساليما” ومنها أخذت أوروبا الإسم Jerusalem
واستولى الإمبراطور الرومانى تيتوس عام 70م على القدس وفى عام 139م أطلق عليها الإمبراطور الرومانى أوريانوس “إيلياكابيتولينا” وتعنى بيت الله وظلت تعرف بهذا الإسم حتى أوائل الفتح الإسلامى وفى عام 614م احتلها الفرس ثم استعادها الرومان عام 628م وفتحها المسلمون فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه على يد الصحابى الجليل أبو عبيدة بن الجرّاح 15هـ 636م ولمكانتها العظيمة تسلم المدينة الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه وليس قائد الجيش الفاتح وأطلقوا عليها القدس
ويتابع الدكتور ريحان بأن الصليبيون احتلوا القدس عام 1099م واستردها صلاح الدين الأيوبى عام 583هـ 1187م ثم احتلتها بريطانيا من عام 1917 حتى 1947م وفى حرب 1948م سيطرت إسرائيل على الجزء الغربى من القدس بينما خضع الجزء الشرقى للأردن بما فيها المدينة القديمة التى تضم المواقع الدينية واستولت إسرائيل عام 1967م على القدس بأكملها وكان قرار ضم المدينة المقدسة فى 27/6/1967 بعد ثلاثة أسابيع من احتلالها رغم احتجاجات الرأى العام العالمى والمؤسسات الدولية وقرارات الأمم المتحدة التى نددت بهذا الإجراء ثم بدأت بتوطين أعداد هائلة من اليهود فى المنطقة العربية وحولها بينما لم يكن هناك يهودى واحد فى القدس العربية قبل عام 1967 وأخذ عدد العرب يتناقص من جراء الضرائب الفادحة والقوانين الجائرة ثم أحاطوا القدس العربية بأحياء يهودية أشبه ما تكون بالحصون العسكرية تلتف حول المدينة لفصلها عما جاورها وبدأت ممارسات تغيير ملامح المدينة وطمس هويتها العربية الإسلامية بالعبث بالمعالم التاريخية والدينية للمدينة وتحويلها لبارات وملاهى ليلية للجذب السياحى

 

خبير آثار : الحقائق تؤكد تزوير الاحتلال لعروبة القدس وطمس ملامحها
Comments (0)
Add Comment