التهذيب الإيجابي

 

بقلم /دكتورة سلوى سليمان 

كثيرا ما يواجه الوالدين تصرفات غير مرغوب فيها من أطفالهم على الإطلاق وتلقى رفضا من جانبهم ، ولكنها تعد فرصة سانحة تفتح أبواب التعلم أمامهم على المدى البعيد، وتمنحهم فرصة تطوير أفكارهم حول أنفسهم، وحول العالم 

فعندما يخطئ الأطفال من الأجدى تعليمهم الأمور الصحيحة عوضا عن لفت انتباههم للخطأ ومشاركتهم للتوصل إلى حلول معقولة عن ما يصادفهم من مشاكل. 

فكثيرا ما يؤرقني أن أجد نماذج للوالدين ممن يستخدمون أسلوب التهذيب السلبي كوسيلة لعقاب أبنائهم غافلين أضراره الكبيرة التي تعود بالسلب عليهم ذلك الأسلوب الذي يجمع بين الحزم واللين وأساس هذا الأسلوب العقاب بأنواعه،ومنافع هذا الأسلوب قليلة جدا وإن وجدت 

عكس أسلوب التهذيب الإيجابي الذي يعد 

 مجموعه من الأساليب التربوية المتطورة الغير معتمده في تنفيذها علي أي من أساليب العقاب. 

 ويعني هذا الأسلوب في فحواه حث الطفل على مواجهة العواقب (الطبيعية والمنطقية)مع توفير مساحة كبيرة لتشجيعه، مع التوضيح له عن مدى كفاءته بعيدا عن المدح والإطراء.

ومعنى هذا.. الحرص من جانب الوالدين على تربية طفلهم تربية إيجابية ذات مبادئ متعددة والتي تؤول في مجملها إلى تنشئة طفل سوى.. 

 

  و من أهمية هذة المبادئ فهم عالم الطفل حيث يبحث عن وحدته و إستقلاله، وعن ما يرضي شغفه في إستكشاف ما حوله، و نجده يُبحر في عالم الخيال، باحثا مستكشفا عن غموض عالمه وما يحتويه من أشياء وأشخاص… 

 اخيرا… يجب أن يتطلع الأبوين لمراحل التطور النفسي للطفل و ذلك لتجنب الكثير من الصدمات بين الأبوين و الطفل والتي قد يسئ فهمها من قبلهم لنقص المعلومات عن تلك المراحل الحساسه ، فضلا عن الأحترام المتبادل بين الأبوين والأطفال و ذلك من خلال الموازنة بين الحزم و اللطف حيث الحزم بأحترام متطلبات الموقف و اللطف يكون بأحترام الطفل و إحتياجاته ،مع حتمية الأنصات الجيد و أمكانية حل المشكلات و هو ما تسميه “جان نيلسون” التواصل قبل التصحيح حيث مشاركة الطفل مشاعره و أفكاره، وإظهار التعاطف من خلال نبرة الصوت و تعبيرات الوجه و تجنب إصدار الأحكام ،إضافة إلى التركيز علي الحلول بدلاً من اللوم لأن الطفل عندما يقع في خطأ ما يشعر بالذنب و عندما يلومه الأخرين لا يجعله يحسن التصرف في المره المقبله في ذلك التوقيت الطفل ينتظر من الأبوين المشاركه في تقديم الحلول الناجمه عن أخطائه .فلنكن عقلانيين ولنسعي جاهدين أن نتخلص من ترسبات ما أنفنا عليه ومما نعانية من مشاكل حتى نكون آباء وأمهات مقبولين من أبنائنا، فخورين بكوننا آباء وأمهات لهم…

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

التهذيب الإيجابي
Comments (0)
Add Comment