عماد اسحاق
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار على أن زيارة المقابر فى العيد من العادات المتوارثة منذ عهد مصر القديمة وكان المصرى القديم يزور قبر الميت وإحياء ذكراه بعد موته بأربعين يومًا وتوارثت هذه العادة حتى الآن بأن يجتمع أهل الميت ويقرأون القران ويذكرون الله ترحمًا على روح الميت، ولا ينزعون لباسهم الأسود إلا بعد مرور يوم الأربعين وهى عادة مصرية قديمة وليست عبادة منصوص عليها والأربعون يومًا هي عدد الأيام اللازمة لتحنيط الميت وتكفينه وإعداده للدفن ومنها استمرت تلك العادة فى مصر ومن هذا المنطلق اخترقت معالم جبل الموتى بواحة سيوة الذى يحتضن آلاف القبور المحفورة في الصخر من عصر الأسرة الـ26 حتى العصر الروماني المرشدة السياحية ميرنا محمد لتسجل لنا معالمه حيث وجد أهالي سيوة تجاويف صغيرة بهذا الجبل اتضح أنها مقابر صغيرة تغطي سطح الجبل المخروطي وتمتلئ بالمئات من المومياوات البديعة التي تخلب لب من يراها وتشير ميرنا محمد إلى أن الجبل يرتفع إلي أكثر من ٥٠٠ متر، ذو تربة جيرية، يشبه إلي حد كبير خلية النحل ذات العيون الصغيرة، تشكلت من الحجر على هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسي يشبه شكل الواحة القديمة، وهي عبارة عن عدد كبير من السراديب، والتي تنتهي جميعها إلي بهو واسع تمتد منه فجوات مخصصة لدفن الموتي، وقد بلغت 3000 مقبرة. ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن جبل الموتي يعد أحد أجمل المقابر المصرية القديمة لموتي ينتمون إلي الأسرة السادسة والعشرين أى خلال الفترة من 664-525 قبل الميلاد، واستمر الدفن في هذه الجبانة حتى العصرين البطلمي والروماني المتأخر أو البيزنطي، أي حتي قبيل الفتح الإسلامي لمصر ويوضح الدكتور ريحان أن هذه المقابر تُترجم عقيدة المصري القديم في البعث والخلود وتعكس جدران المقبرة اندماجًا واضحًا بين الفنون المصرية والإغريقية.، وتمتلئ بالنقوش البارزة للإلهة نات وهي تقف أسفل شجرة الجميز، ورسوم التماسيح والتي تمثل الإله سوبيك، ولا تخلو جميع المقابر من الكتابات والزخارف والنقوش والرسومات المصرية القديمة. ولفت إلى أن جبل الموتى بسيوة أحد عجائب تلك الواحة كما أنها تميزت بأساطير وحكايات مختلفة، أحد تلك الأساطير يتحدث عن أن السبب في ثبات عدد سكان منطقة الجبل والذي لا يتعدى ٣٤٠ نسمة، يعود إلي أنه يموت شيخًا في المساء إذا ما ولد طفلًا في الصباح، والعجيب أن تلك المصادفة حدثت معهم بالفعل كثيرًا، مما جعلهم يؤمنون بتلك الأسطورة بشكل كبير. وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى نماذج من مقابر جبل الموتى وهى مقبرة “إيزيس” ومقبرة “باتحوت”، ومقبرة التمساح، والتي تمثل هيكلًا أشبه بكهف مكون من ثلاث حجرات، ولم يتم التعرف على صاحبها حتى الآن ومقبرة ” ثيبر باثوت” وهي مزينة برسومات ونقوش مصبوغة باللون الأحمر الذي يغلب على الأواني الفخارية المستخدمة في سيوة حتى اليوم، بالإضافة إلي مقبرة “سى آمون” والتي تعد أجمل المقابر التي تم الكشف عنها في الصحراء الغربية، وتعود إلى أحد الأثرياء الإغريق، وتتضمن المقبرة مناظر كاملة تترجم عقيدة المصري القديم في البعث والخلود، كما تعكس جدران المقبرة اندماجًا واضحًا بين الفنون المصرية والإغريقية