اختصرت كل معاني الجمال ولم ترىٰ جمال

كتب: رمضان رجب 
فلسطين: ترجمة بالمعنىٰ الحرفي لفاقد الشيء يُعطيه، فهى إختصرت كل معاني الجمال ولن ترى في يوم هذا الجمال، خُلقت للسلام ولم تظفر به، مازال شعبها يُعاني ونتألم نحنُ، ومازالت هى قلب الأمّة العربيّة النّابض، على هذه الأرض التي يفوح منها عبق التّاريخ، وأصالتة الحميدة حيث تتمتّع بمكانة كبيرة بين دول العالم أجمع، خاصةً بين الدّول العربيّة بما تمتاز من مُقدسات دينية.
فلسطين هى أرض الرّسالات السّماوية، مهد أنبياء العهد القديم، ملجأهم الحصين، فكانت مكان مهد المسيح عليه السّلام، صلّى بها الرسول في رحلة الإسراء والمعراج ب 124 ألف نبي ورسول، قِبلة المسلمين الأولىٰ وثالث الحرمين الشريفين، تتمتّع فلسطين وأراضيها المقدّسة بمكانة عالية جدًا في قلوب الأمة العربيّة بمختلف شعوبها وديانتهم المُختلفة.
منذ نعومة الأظافر ونحن نستمع لمساجدنا تصدحُ بالدعاء لإخواننا المُرابطين في فلسطين، وبالتّحديد “اللهم حرر المسجد الأقصى من أيدي اليهود المُعتدين”، لم يكن هذا الدعاء عابرًا، بل كان أشبه بزلزال يجعل القلب مليئًا بالمشاعر المُلتهبة تجاه ما يحدث، والغَيْرة على هذه المقدسات التي إشتقنا لها الكثير.
من منا لم يجتمع مع مجموعة أطفال حارتة بكامل براءَتهم وعفويتهم البعيدتان عن خُبث العالم وتلوثاته، نجتمع لنجول الشوارع ونهتف بأعلىٰ صوتنا الصّغير: ” يا فلسطين يا فلسطين إحنا معاكي ليوم الدين” لم يكن هذا الهِتاف مجرد هِتاف عابر فكان يعني الكثير والكثير، إلى أن بقىٰ لإسم فلسطين كيان يُلهم ويخترق الأجساد العربية.
مازلتي أنتِ الهدف والغايه، يكبر حُبَّكِ يومًا بعد آخر ويزيد، حتّىٰ بين جماهير مباريات كُرة القدم بكامل فرقهم المصريّة يهتفون: “بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين” في كل حياتنا حتىٰ في مجال اللهو والمتعة لن ننساكِ.
قضية وطنَّا العربي ك كل وليس شعب فلسطين بالأخص، كثيرًا ما يأخذنا الشوق تاره، وتأخذنا الغيرة علىٰ هذا الشعب الذي يُعاني وحيدًا فنتألم نحن تارةً أخرىٰ، ك جسد يشتكي مِنهُ عضو فيتألم الأخر، الشعور دائمًا مُتبادل ولكن لا نملك لكم إلا الدعاء، فكل المساجد يعلوها إسم فلسطين، أصوات دُعائهم يُحرك الصخور، عيونهم تذرف دمع من خشية الله وكأنها تقول: ” أما أأن الأوان يا الله أن يتحرر المسجد الأقصى، ليعم السلام علىٰ أرض فلسطين، فهىٰ أرض خُلقت من أجل السلام وبُعث فيها أنبياء عباد السلام ولم ترىٰ في يوم السلام!
أخيرًا وليس بأخر، فالأقصىٰ عقيدة، والموت دون العقيدة حياة فدائمًا ما يكتب النصر في النهاية لمن يتحمل كم الضربات والطعنات اليائسة أمام صموده، لمن يُواجِه الصُعوبات بمفرده، لمن تصنع منه التحديات رجلاً يُحارب وحيدًا ضد كيان مُحتل ومُختل، لا تيأسوا يارفاق ففرج الله أت عمّا قريب.

اختصرت كل معاني الجمال ولم ترىٰ جمال
Comments (0)
Add Comment